أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة السادسة والستون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والستون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:*علاقة الدين بالخُلُقْ :

   إن الدين في الأصل حث على حسن الخلق كما تواتر هذا الأمر في الكتاب والسنة قال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا). وقال تعالى:

(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .(وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن). رواه الترمذي.

والدين له معنيان خاص وعام فأما المعنى العام فيشمل كل خضال الخير وأبواب البر وأما المعنى الخاص فيراد به المواظية على أداء الشعائر الظاهرة والاجتهاد في النوافل واجتناب المحرمات ويتمثل في علاقة العبد بربه وهذا هو المقصود في هذه المقالة وكثير من الناس يطلق التدين

على الشخص المتمسك بمظاهر التدين وهو ما يسمى عرفا بالمطوع.

ويلتبس على كثير من الناس من العوام والمتدينين ويشكل عليهم مسائل في هذا الباب لما يرونه من تطبيقات وتصرفات غريبة من بعض المنتسبين للدين وقد كان الدين وحسن الخلق متلازمان غالبا على أهل القرون المفضلة ثم ضعف حسن الخلق وقل الإتصاف به عند بعض المتأخرين من أهل الديانة.

وضعف حسن الخلق عند المتمسك بالدين له أسباب وعوامل كثيرة

من أهمها مفهومه القاصر للتدين وطبيعة البيئة التي نشأ فيها ومستوى التربية الخاصة التي تلقاها وضعف العلم الشرعي وقلة النصح والتوجيه في الوسط الذي يعيش فيه.

ويجدر أن نقرر هنا أن الدين أمر والخلق أمر آخر من حيث اتصاف المؤمن بهما فقد يكون المؤمن ذا دين ولكنه ليس له خلق حسن وقد يكون ذا خلق حسن ولكنه ليس له دين وهذان الصنفان كثيران في الناس في هذا الزمن والصنف الثالث من يجمع بين الدين وحسن الخلق وهذا قليل في الناس ويؤكد هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). رواه الترمذي. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: (تقوى الله وحسن الخلق). رواه الترمذي.                    وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما والواقع يشهد لهذا ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم فضل حسن الخلق كفضل المواظبة على النوافل فقال: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم) رواه أبوداود.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .