أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الواحدة والستون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والستون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *هل يعارض الدين الإسلامي العلم التجريبي؟ :

قال ابن حزم – رحمه الله – ت 456هـ :” البراهين من القرآن

والسنة قد جاءت بتكويرها، قال الله عز وجل ( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) [ سورة الزمر آية 5 ] وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض ، مأخوذ من كور العمامة ،وهو إدارتها وهذا نص على تدوير الأرض ودوران الشمس كذلك “ولوضوح دلالة هذه الآية القرآنية وغيرها جعل الكثير من العلماء المسلمين يعتقدون بكروية الأرض استنباطا من القرآن الكريم ، باعتباره الكتاب المقدس الذي يتحاكم إليه المسلمون عند التنازع والاختلاف، وأنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فأصبح هو الاعتقاد السائد والمشهور بين علماء المسلمين .                                                                                         قال أبو الحسن المسعودي قبله ت 345 هـ :” الأرض مقوسة نصفين وبينهما خط الاستواء، وهو بين المشرق والمغرب ، وهذا هو طول الأرض لأنه أكبر خط في كرة الأرض “

ويقول أبو حامد الغزالي ت 505 هـ في سياق الموازنة بين العقل و الحس ” وكيف عرف العقل ببراهين لم يقدر الحس على المنازعة فيها أن

قرص الشمس أكبر من كرة الأرض بأضعاف مضاعفة ” وفي سياق ذكره لأقوال الفلاسفة التي لا تصطدم مع أصول الدين ذكر منها قولهم : ” أن الأرض كرة و أن السماء تحيط بها من كل جانب “

ويقول الرازي ت 606 هـ” والأرض كرة و إذا كان كذلك فكل وقت يمكن أن يفرض فيه صبح لقوم ،وظهر لثان ، وعصر لثالث،ومغرب لرابع وعشاء لخامس”......

ولكثرة اشتهار هذه المسألة بين علماء المسلمين صارت من القضايا المجمع

عليها بينهم ، فممن نقل الإجماع الإمام ابن حزم ت 456هـ في قوله :” إن أحدا من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ،و لا يحفظ لواحد منهم دفعه بكلمة “

و يقول ابن المنادي ت 336 هـ ”وأجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة ”وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ت728 هـ بعد أن ذكر إجماع العلماء في اعتقاد كروية الأرض ونقل أقوال السلف:ولا أعلم في علماء المسلمين المعروفين من أنكر ذلك … “

وأقوال علماء الإسلام كثيرة جدا في الباب ، و اقتصرت فقط على ما يدل على المراد و يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .                ومع هذا كله كيف يقاس الدين الإسلامي على الأديان المحرفة المحاربة للعلم؟.

وما علم هؤلاء الملاحدة – هداهم الله – أن الإسلام هو سبب الثورة العلمية في أوربا ، من خلال النموذج العلمي الإسلامي بالأندلس ،

الذي درس فيه أعداد كثيرة من الأوربيين ، فقاموا بمقارنة يسيرة بين الاتجاهين الإسلامي والكنسي ، أدى بهم إلى ضرورة إزالة وإزاحة الدين

الكنسي الذي أصبح عقبة في التطور بل كان أساس التخلف العلمي لعصر الظلمات .                                                     ومن هنا يكتشف القارئ الخطأ المنهجي والغلط المعرفي الذي سار عليه الملاحدة وذلك ” بالخلط بين النماذج المختلفة وأن المعترضين على الأديان حين وجدوا العقائد الكنسية وغيرها من العقائد الوثنية مناقضة للحقائق العلمية ، طفقوا يحكمون على كل الأديان بالمناقضة للعلم ، … وهذا حكم تعسفي ظاهر وخلط فظيع ” و ظلم شنيع ، والظلم ظلمات . والله الموفق للحق والصواب ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .[ الأنترنت – موقع مركز يقين - هل يعارض الدين الإسلامي العلم التجريبي؟ لـ حاتم غالب ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .