أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الواحدة والخمسون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *الإسلام دين وعلم وحضارة :

  ما من ناحية من نواحي تقدُّم أوروبا إلا وللحضارة الإسلامية فيها فضل كبير، وآثار حاسمة، لها تأثير كبير، لقد كان المسلمون أكثر اهتمامًا بالعلوم والفنون من غيرهم، وحازوا قصب السبق في هذا المضمار".

ويتحدَّث الأستاذ محمد مبارك في بعض مقالاته - لمجلة الرسالة، عدد

42، سنة ۱۳5۲هـ - فيقول: "إذا تتبعنا الحركة العلمية في المدنية الإسلامية، وجدنا فيها ما يملأ النفسَ إعجابًا وإكبارًا بأولئك العلماء الذين كانوا مثلاً أعلی للنشاط العلمي بجميع معانيه"، ويقول: "ليس استعمال التجارِب الحديثة للتحقيق العلمي مقصورًا على العصور الحديثة؛ فالمدنية الإسلامية كانتْ مجلية في هذا الميدان، فلم يقصِّر علماؤها - كبنِي شاكر محمد وأحمد، والحسن، وأبي الريحان البيروني - في القيام بالتجارب العلمية الكثيرة، وتقليبها علی وجوهها، ولم تُعوِزْ تجاربَهم تلك

دقةُ الملاحظة لشروط الحادث الطبيعي وظروفه والعوامل المؤثِّرة في تغييره، ولم يَفُتْهم إحكام القياس، وجودةُ الاستنباط".

فالمسلمون بَلَغوا ما بَلَغوا من العلم بداعي دينِهم، علی حين أن الأمم الأوروبية سارتْ إلی العلم علی الرغم من معارضة كنيستها، لقد شهد المؤرخون والعلماء بهذا الفضل للمسلمين حتی من غيرهم.

يقول الفيلسوف "دي لامير" في تاريخ علم الهيئة: "إذا عددتَ في اليونانيين اثنين أو ثلاثة من الراصدين، أمكنك أن تعدَّ في العرب عددًا كبيرًا غير محصور، وأما في الكيمياء، فلا يمكنك أن تعدَّ مجرِّبًا واحدًا عند اليونانيين؛ ولكن تعد من المجرِّبين مائتين من العرب؛ ولهذا عدَّت الكيمياء الحقيقية من اكتشاف العرب دون سواهم، والعرب هم أوَّل مَن استعمل الساعات الدقَّاقة للدلالة علی أقسام الزمن، وهم أوَّل مَن أتقن استعمال الساعات الزوالية لهذا الغرض".

ويقول الفيلسوف جوستاف لبون: "إن العرب أول مَن علَّم العالَم كيف تتَّفق حرية الفكر مع استقامة الدين".

ويقول آخر: "لا أدري كيف أعطانا الإسلام في مدَّة قرنين عددًا من الفلكيين يطول سرد أفراده،وأن الكنيسة تسلَّطت علی العالَم المسيحي اثنَي عشر قرنًا في أوروبا ولم تمنحنا فلكيًّا واحدًا؟!"؛ (الإسلام بين العلم والمدنية؛ للإمام محمد عبده).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .