أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الواحدة والأربعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والأربعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *الدين النصيحة :                                              

ومعنى النصيحة لله -تعالى-: محبته والتذلل والخضوع له -سبحانه- والاستسلام والانقياد لشرعه طلبا لرضوانه وثوابه، وخوفا من غضبه وعقابه، قال سبحانه: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السَّجْدَةِ: 15-16]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)[الْبَقَرَةِ: 165]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَحِبُّوا الله من كل قلوبكم لما يَغْذُوكم به من النعم".

وأعظم النصيحة لله -عز وجل- عبادته -سبحانه- وحده لا شريك له بإخلاص وسُنَّة ومتابَعة لهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتخصيص الرب بأنواع العبادات كلها بالدعاء والاستعانة والاستغاثة والتوكل، قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا)[الْجِنِّ: 20]، والرب -جل وعلا- يُعبد لِمَا له من صفات الكمال والجلال، ولتقدُّسه وتنزهه عن صفات النقص، ولِمَا له على خلقه من النعم، ولافتقار العباد إلى رحمته، فالعبادة سبب لخيراته، وسبب لدفع الشرور عن الإنسان بحياته، وبعد مماته، والنصيحة لله -تبارك وتعالى- أيضا بإثبات ما أثبته الله لنفسه، في كتابه، وأثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات على ما كان عليه السلف الصالح -رضي الله عنهم-.

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله –

تعالى-: "أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي" (رواه أحمد، والطبراني في الكبير).

ومعنى النصيحة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- محبته وتوقيره وتعظيم سُنَّته، وفعل أوامره واجتناب نواهيه وعبادة الله بشرعه، ومتابعة هديه، وتصديق أخباره، ونشر حديثه، والدعوة إلى دينه، قال الله -تعالى-: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)[النُّورِ: 54].

ومعنى النصيحة لكتاب الله -تبارك وتعالى-: تعظيم القرآن الكريم،

ومحبته والاجتهاد في تعلمه وتعليمه، والتفقه في أحكامه وتلاوته تلاوة صحيحة، وفعل أوامره، وترك نواهيه، ومداومة تلاوته، وحفظ حروفه وحدوده، ومعرفة تفسيره ومعانيه، وما يراد منه، وتدبره، والتخلق به، والرد على المنحرفين في فهم القرآن والسنة، ودحض أباطيلهم والتحذير منهم، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

[الْإِسْرَاءِ: 9].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .