أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة السابعة والعشرون في موضــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والعشرون في موضوع (الديان) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان:* الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ :                                          قال الله تعالى في كتابه الكريم : (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) غافر/15-17 . وروى البخاري في صحيحه (4812) ، ومسلم (2787) أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ ؟) .وعند أحمد (انا الملك أنا الديان )

قال ابن الجوزي رحمه الله :" قوله تعالى: ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) : اتفقوا على أن هذا يقوله الله عزّ وجلّ بعد فَناء الخلائق؛ واختلفوا في وقت قوله عزّ وجلّ له على قولين :

أحدهما: أنه يقوله عند فَناء الخلائق إِذا لم يبق مجيب. فيَرُدّ هو على نفسه فيقول: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، قاله الأكثرون.

والثاني: أنه يقوله يوم القيامة.

وفيمن يُجيبه حينئذ قولان: أحدهما: أنه يُجيب نفسه ، وقد سكت الخلائق لقوله تعالى . قاله عطاء.

والثاني: أن الخلائق كلَّهم يُجيبونه فيقولون: للهِ الواحدِ القهارِ ، قاله ابن جريج ".[انتهى من "زاد المسير" (7/212) . وينظر : "تفسير البغوي" (7/143-144) ، "السراج المنير" للخطيب الشربيني (3/475) ."محاسن التأويل" للقاسمي (8/305) .]

ثالثا : ليس في مثل هذا السؤال إشكال ، سواء كان من رب العالمين ،

 وهو علام الغيوب ، أو كان من غيره ، كما قد قيل ، وبيان ذلك

من وجوه :

الأول : أنه قد قيل إن هذا السؤال وجوابه ، إنما يكون بعد بعث الخلائق وحشرهم إلى رب العالمين ، وأن الخلق كلهم يجيبونه ، كما سبق نقله عن ابن جريج ، وحينئذ ، فلا إشكال .

وقد روي هذا القول عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : "يَجْمَعُ

اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ بِأَرْضٍ بَيْضَاءَ، كَأَنَّهَا سَبِيكَةُ فِضَّةٍ لَمْ يُعْصَ اللَّهُ فِيهَا قَطُّ ، فَأَوَّلُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَنْ يُنَادِيَ مُنَادٍ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟ فيجيبوا كُلُّهُمْ: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ "[نقله أبو حيان في "البحر المحيط" 9/245) ، وبنحوه عن ابن عطية في "المحرر الوجيز" (4/551) ، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/280) إلى عبد بن حميد في "تفسيره" .]

وحينئذ ، فالسؤال والجواب على ظاهره ، وقد أجاب الخلائق ربهم عن سؤاله .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .