أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــة الرابعة في موضـــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع ( الديان ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان (المقدمة والتعريف):وأيضامايتصل بمعنى هذاالاسم الكريم:

معناه في اللغة: أصل هذه المادة (الدال، والياء، والنون)، يرجع إلى معنى واحد، كما يقول ابن فارس رحمه الله: "وهوالانقياد، والذل"  

[ انظر: معجم مقاييس اللغة (2/319).]

وأنفع، وأجدى، وأسهل في التعليم : أن يعاد اللفظ إلى أصل المعنى الكلي، الذي غالباً ما يكون واحداً، فهذا خير من تشتيت الأذهان بتفريق المعاني، وتجزئتها، وتفكيكها بطريقة تشوش أفهام المتعلمين.                                                                         وهذا تجده كثيراً في التعريفات، في الرسائل الجامعية، ونجده لدى الكثيرين ممن كتب في معاني الأسماء الحسنى، يذكرون جملة من المعاني، ولكنهم لو ذكروا المعنى الأصل، والأساس الذي ترجع إليه جميعاً، ثم يكون على سبيل التمثيل، والتفريع من هذا المعاني الكبيرة فهذا أفضل .

فنقول: إن هذه المادة (الدال، والياء، والنون)، ترجع إلى معنى واحد في الأصل، وهو: الانقياد، والذل، تقول: الدِّين، يعنى: الطاعة، دان له أي: انقاد، وأطاع، قال -تعالى-: مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ يوسف:76؛ أي: في طاعته، أو في حكمه، والمحكوم منقاد للحاكم، ومطيع له.

وهكذا في قوله -تبارك وتعالى-: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الفاتحة:4، يعنى: يوم

الحكم، أو يوم الجزاء، والحساب، وكلاهما يحصل فيه الانقياد.

فالحكم: الناس ينقادون فيه لحكم الله -تبارك وتعالى-، والجزاء، والحساب: الله -تبارك وتعالى- بيده نواصي الخلق، يجازيهم، ويحاسبهم، ولا يخرج أحد منهم عن حكمه، وجزائه، وحسابه، فكل ذلك مما ينقاد له، وقل ما شئت.

حينما تقول مثلا:المدينة، فإنهاترجع في الأصل إلى هذا المعنى، والجارية المملوكة، الأمة حينما يقال لها: مدينة، ويقال للمملوك: مدين، كل ذلك يرجع

إلى الانقياد.فالمدينة أهلها يرجعون إلى نظام يحكمهم، وقانون يرجعون إليه

، ويصدرون عنه، ليست أمورهم فوضى، وهكذا حينما يقال عن الجارية: إنها مدينة أي: مطيعة، ومستعبدة، وذليلة، ومحكومة بحكم سيدها، وهكذا المملوك حينما يقال: إنه مدين.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .