أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة الواحدة والثلاثون بعد الثلاثمائة في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والثلاثون بعدالثلاثمائة في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين :

رابعاً : الحرص على الرزق الحلال لا شك أن أمر الرزق يشغل عامة

الناس، وكذلك أمر الأجل، والمؤمن المتوكل على الله لا ينشغل كثيرًا بهما؛ لأنه مطمئن تمامًا إلى أن الرزق مقسوم، والأجل معلوم، فلا يملك أحد أن ينقص من رزقه، كما لا يملك أحد من الخلق أن يغير أو يقدم أجله، وهذا لا يعني أن يهمل المتوكل أمر السعي لطلب الرزق، وأن ما أصابه من خير لا يمكن أن يخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، ولهذا فهو لا يقتل ولده من إملاق أو خشية إملاق؛ كما فعل أهل الجاهلية الأولى، ولا يمنع نسله ويجهض امرأته؛ كما يفعل بعض الناس في العصر الحديث، وإنما يتعامل مع النسل على أنه رزق من عند الله، قد كفله الله، ولكنه يأخذ بالأسباب لتحسين مستوى النسل، ورفع مستوى الفرد، وتعليمه وتثقيفه بما يحقق نفعه في الدنيا والآخرة وهذه مسئولية الرجل في بيته وأسرته، ومسئولية المرأة في بيتها مع أولادها، ومسئولية المعلم مع تلامذته، ومسئولية الحاكم في المجتمع المسلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته» الحديث.. والمؤمن في أمر الرزق لا يركن إلى الحرام، فيسعى إلى كل كسب طيب، ويبتعد عن سبل الكسب الخبيث، وقد علم أن رزقه لن يخطئه أبدًا، فلماذا يحرص على الحرام ويستكثر منه مادام أن الرزاق قد كفل له رزقه، وهو كذلك لا ينشغل عن آخرته بسعيه لأجل دنياه، بل يحرص على الخيرات، ويسابق إلى الطاعات؛ لأنه يتطلع إلى الحظ الأوفر، والنصيب الأعظم من الرزق المقسوم؛ ألا وهو الجنة، فيطمع في الفردوس الأعلى، ويسأل ربه التوفيق والمعونة؛ عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن منه تفجر أنهار الجنة»[رواه البخاري]. لقد وثق المسلمون الأوائل بوعد الله، واطمأنوا إلى كفايته، فبذلوا الأموال والأرواح في سبيل الله، شوقًا إلى الجنة، وخوفًا من النار، حتى جاء الصديق في غزوة العسرة بماله كله، فقال له

النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» فقال: "أبقيت لهم الله ورسوله "[متفق عليه].

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .