أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة الواحدة والتسعون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الواحدة والتسعون بعدالمائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء
الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
* من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله :
وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال : (اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت )
قوله : في حديث أبي هريرة ( اثنتان ) . مبتدأ وسوغ الابتداء به التقسيم ، أو أنه مفيد للخصوص
قوله بهم كفر : الباء يحتمل أن تكون بمعنى ( من ) ، أي : هما منهم كفر
، ويحتمل أن تكون بمعنى ( في ) ، أي : هما فيهم كفر . قوله : ( كفر ) . أي هاتان الخصلتان كفر ولا يلزم من وجود خصلتين من الكفر في المؤمن أن يكون كافرا ، كما لا يلزم من وجود خصلتين في الكافر من خصال الإيمان ، كالحياء ، والشجاعة ، والكرم ، أن يكون مؤمنا .قال شيخ الإسلام ابن تميمة رحمه الله : ( بخلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة ). فإنه هنا أتى بال الدالة على الحقيقة ، فالمراد بالكفر هنا الكفر المخرج عن الملة ، بخلاف
مجي ( كفر ) نكرة ، فلا يدل على الخروج عن الإسلام
قوله : ( الطعن في النسب ) . أي : العيب فيه أو نفيه ، فهذا عمل من أعمال الكفر
قوله : ( النياحة على الميت). أي : أن يبكي إنسان على الميت بكاء على صفة نوح الحمام ، لأن هذا يدل على التضجر وعدم الصبر ، فهو مناف للصبر الواجب ، وهذه الجملة هي الشاهد للباب . والناس حال المصيبة على مراتب أربع :
الأولى : التسخط ، وهو إما أن يكون بالقلب كأن يسخط على ربه ، ويغضب على قدر الله عليه ، وقد يؤدي إلى الكفر ، وقال تعالى :
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ) (الحج:11) وقد يكون باللسان ، كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك ، وقد يكون بالجوارح ، كلطم الخدود ،وشق الجيوب ،ونتف الشعور،وما أشبه ذلك
الثانية : الصبر ، وهو كما قال الشاعر :
الصبر مثل اسمه مر مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من العسل
فيرى الإنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه،لكنه يتحمله ويتصبر،وليس وقوعه وعدمه سواء عنده،بل يكره هذا ولكن إيمانه يحميه من السخط
الثالثة : الرضا ، وهو أعلى من ذلك ، وهو أن يكون الأمران عنده سواء بالنسبة لقضاء الله وقدره وإن كان قد يحزن من المصيبة ، لأنه رجل يسبح في القضاء والقدر ،أينما ينزل به القضاء والقدر فهو نازل به على سهل أو جبل، أن أصيب بنعمة أو أُصيب بضدها، فالكل عنده سواء ، لا لأن قلبه ميت، بل لتمام رضاه بربه –سبحانه وتعالى – يتقلب في تصرفات الرب –عز وجل- ولكنها عنده سواء ، إذ ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه وهذا الفرق بين الرضا والصبر
ولهما عن ابن مسعود مرفوعا : (ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية
وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .