أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة الواحدة والسبعون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة و السبعون بعدالمائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : ومن مظاهر قدرة الله :

2- اختلاف صور الخلق وعدم تشابههم:

قال ابن حزم: "من عجيب قدرة الله تعالى كثرة الخلق، ثم لا ترى أحدًا يشبه آخر شبهًا لا يكون بينهما فيه فرق".

وتأمل هذا جيدًا لتتعرف على قدرة القدير، فمنذ آلاف السنين وعبر عشرات المليارات من البشر الذين خلقهم الله، والذين سوف يخلقهم، فإن من المحال أن نجد اثنين من الخلق متشابهين في الخلقة تمامًا، وهذا قمة الإعجاز الذي لا ينتبه له أكثر الناس.

بل انظر إلى هذه الأعداد الهائلة من بني آدم منذ بداية الخلق وإلى قيام الساعة، فلن تجد بينهما تشابهًا في بصمات الأصابع، فيا لها مِن قدرة عجيبة لا يُمكن لبشراستيعابها إلا أن يقول: سبحان الله؛ قال الله:﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ القيامة: 3، 4].

3- إحياء الموتى:

وقد وقع ذلك في دنيا الناس مرارًا في صور باهرة تشفي القلوب الحائرة، ومن ذلك ما قصه الله تعالى علينا في كتابه في سورة البقرة، حين قال عز من قائل: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 259].

وأوجه قدرة الله في هذه الآية متعددة، وكل منها أعظم من الآخر:

الوجه الأول: أن الله تعالى أمات عزيرًا مائة عام، ليتحلل جسده بالكلية، ثم بعثه بعد الموت في سابقة لا تحدث إلا يوم القيامة.

الوجه الثاني: سأله الله تعالى: ﴿ كَمْ لَبِثْتَ ﴾ [البقرة: 259]؛ ليظهر له عجزه عن الإحاطة بأحواله وشؤونه، ويعرِّفه قصور علمه بنفسه فضلًا عن غيره، مع كمال إحاطة الله بكل شيء.

الوجه الثالث: أن الله لم يشعره بطول الزمان، فمرَّت عليه مائة العام كأنها

يوم أو بعض يوم، وفي هذا إشارة إلى أن الله تعالى بيده أن يغيِّر نواميس

الكون، ويقلب هذه الحياة رأسًا على عقب، ويُغير لونها ونظامها وأهلها.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .