أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة الواحدة والخمسون بعد المائـتين في موضوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والخمسون بعد المائتين في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء

الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: **قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلْ :      

أما أولئك المبتَلون فقالوا بلسان المقال أو بلسان الحال: (قدَّر الله وما شاء فعل)، و خصوصاً السيدة عائشة رضي الله عنها صاحبة الشأن، لقد تصرفت في غاية الإيمان والعقل والرضا، فحين طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها أن تدافع عن نفسها، أوكلت الأمر بالكلية إلى الله تعالى وهي متعلقة به راضية بقدره، وتعلم أن ذلك ابتلاءً، وترجوه هو من يخلصها من هذه الشدة.

تقول أم المؤمنين رضي الله عنها لرسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - بلهجة الراضية بقدر الله الراجية رحمته: "إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس، ووقر في أنفسكم وصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة، والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة لتصدقنّي، والله ما أجد لي ولكم مثلاً، إلا أبا يوسف إذ قال: ( ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [ يوسف: 18]، ثم تَحولتُ على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحياً، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا يبرئني الله، فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه الوحي، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجُمان من العرق في يوم شاتٍ، فلما سرَّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها، أن قال لي: "يا عائشة احمدي الله، فقد برأكِ الله".

لقد كان الصبر الجميل هوالمفتاح الذي جاء بالفرج لأمِّنا عائشة رضي الله عنها، ليس الصبر فحسب،بل بأعلى مراتب الصبر، وهو الرضا بقدرالله.

وهذا الموقف هو بالضد من موقف تلك المرأة التي أمرها رسول محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تصبر عندما أصيبت بموت عزيز على قلبها، فعن أنس بن مالك - رضى الله عنه -، قال: "مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر، فقال: " اتقي الله واصبري "قالت: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .