أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة والتسعون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والتسعون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *قدرة الله في مخلوقاته : القلب :

ففي المحافظة جعل لها القفص الصدري أماناً، ليدفع عن القلب كل ضرب أو صدمة، قد تأتي إليه، أو تؤثر فيه، فهو يضمن مكاناً واسعاً ومطمئناً ليعمل فيه براحة، كما أن وجوده في وسط الجسم، وفي القسم العلوي منه، ويحيط به فراغات، كل هذا مما يجعل الحماية أمكن.

أما في مجال الدفاع عنه، فإن الحواس كلها واليدين، تكوّن حراسة على هذا القلب، الذي هو سر الحياة في الإنسان؛ إذ بتوقفه تقف الحياة في الجسد، ويتحول إلى جثّة هامدة.إن حياة القلب بالفهم والإدراك، تعني حياة الإحساس والوعي، وهذا سر من أسرار النّفس البشرية الكثيرة، والتي لا يدركها إلا من كان قلبه عاقلاً وفؤاده متيقظاً، وهذا هو الفرق بين قلب المدرك المستجيب، والحيوان غير المكلف (يراجع أضواء البيان للشيخ الشنقيطي 5: 715) ومن باب المحسوس بالمعقول، نري العسكريين وغيرهم، ممن يتعرّضون للمخاطر وإطلاق نار، يلبس كل واحد سترة واقية من الرصاص وغيره، حفاظاً على الصدر الذي فيه القلب.

أما السّرّ العلمي الذي يظهر لذوي الاختصاص، فهو في ما أودعه الله سبحانه، في هذا القلب من حركة دائبة في القبض والانبساط، وطريقة محكمة في الضّخّ والتوزيع.فكما أن القلب سيّد الجوارح وملكها، كما يقولون، فإن إدراكه يسيطر عليها جميعاً، وتجعله بتقدير العزيز الحكيم، توجيهاً لما يجب أن تعمله، حسبما يملى عليها، أو يُلقى من توجيهات.وقد شبهوه بالملك، لأن أوامره مطاعة في الجسم، كما تطاع أوامر الملك في رعيته.هذا القلب الذي هو عضلة صغيرة، في حجم قبضة اليد تقريباً، قد جعل الله فيه خاصية عجيبة في تكوينه وعمله، فلا تستطيع أن تقوم بمثل عمله الأجهزة الضخمة والمعقدة، فيما لو حاول البشر أن يستبدلوا عمله، بأجهزة من صنعهم، إذ قد حاولت جامعة “اكسفورد” في بريطانيا في تجارب فعجزوا عن توفير البديل، فسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى”.وبالنظر في تشريحه التكويني، فهو من عضلات تختلف عن لحم الجسم، لأنه مكوّن من جزأين أيمن وأيسر، بينهما حاجز طولي، وبكل واحد من هذين الجزأين، حجرتان صغيرتان، تتوصّل العليا بالسفلى بواسطة ثُقب ينزل معه الدم، له خاصية في الأخذ والعطاء يسمى علمياً بالصمام، وفي كل جانب صمام.

فالجزء الأول يتركب من الأُذين الأيمن، والبطين الأيمن، والجزء الأيسر، يتركب من الأُذين الأيسر، والبطين الأيسر، وهذه هي التسمية العلمية.ودقات القلب لا تخفى على كل منا معاشر البشر، فنحن نُحسُّ بها، تلك الحركة الدائبة ليلاً ونهاراً، في النوم ومع اليقظة، وتزداد الضربات هذه كلما قام الجسم بمجهود، لأن أجزاء الجسم تحتاج لزيادة الدم ونشاطه، والقلب يلبي ذلك بزيادة الطاقة في العمل تلقائياً.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .