أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الواحدة والثمانون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والثمانون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * قدر الله وما شاء فعل :

والصراط المستقيم الذي ارتضاه الله لنفسه أن يُعبَد من خلاله، وارتضاه لعباده ليوافقوا قدر الله الذي أثبته لهم، وهو الجنة، فإن اتجهت القلوب بشوق وصدق لتستقيم على الأمر والنهي الإلهي، متجاوزة هواها المعبود، ودنياها الفاتنة، وشيطانها الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء - وافقها القدر الذي أثبته الله لها فضلاً منه ونعمة، ومَن تاهت وتشعّبت بقلبه الأهواء، ولم يفطم نفسه الغَواية، وأحدث من أقدار الله المخالفة لرضاه ما يوجب قدره فيه من العقوبة في الدنيا أو في الدنيا والآخرة، أثبت على نفسه ما اختاره لها مما قدره الله في علمه القديم ومحا عنها ما كان قد قدره الله له، إن أراد لقدر الله وبحول الله أن يثبته له مما قدره له من الخير والنعيم؛ قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -: ((وإن أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها))، والحديث واضح، وبيَّن أن الأعمال بخواتيمها المقدرة في علم الله المسبق، الذي يمحوه قدر الله حين يوافقه قدر الله في القلب إقبالاً عليه أو إدبارًا؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء))، وكان يعلم أصحابه - عليه الصلاة والسلام -: ((اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلبي على طاعتك)).

ونحن بفضلٍ من الله ونعمة ندفع اعتيادًا قدر الجوع والعطش بقدر تناول الطعام وشرب الماء، وندفع قدر المرض بقدر التداوي وطلب الصحة والشفاء؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لم يُنزِل داءً إلا أنزل له شفاءً، عَلِمه مَن عَلِمه، وجهله من جهله))، وفي لفظ: ((إن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً أو دواءً، إلا داءً واحدًا))، قالوا: يا رسول الله، ما هو؟ قال: ((الهرم))، أو كما قال - عليه الصلاة والسلام.

وإن المسلم الذي يسعى لتحسين وضعه المعيشي والاجتماعي، فيكتسب من المهارات، ويحدث في حياته من التغيير ما يجعله يعيش حياة الأمراء، المستغني عن الخلق بما وهبه الخالق، لما سعى في تغيير قدره الذي كان عليه؛ ليكون على قدره الذي هو عليه، ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11]، وما جاءت هذه الثورات العربية، وأطاحت بمن أطاحت من الطواغيت، إلا حين هبَّت الشعوب تطالب بقوةٍ وإصرار بحقوقِها المسلوبة أو المهملة، واستطاعت أن تغيِّر من أقدارها؛ لتصيغ بما يتوفر لها من إمكانياتها المحدودة مستقبلَها التنموي والحقوقي الذي تنشده وتطمح إليه؛﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾التوبة: 105]

[ الأنترنت – موقع الألوكة - دفع قدر الله بقدر الله - عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي ]

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .