أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثمانــــــــون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثمانون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * قدر الله وما شاء فعل :

ذلكم لأن مثل هذه العبارات توهم جملة كبيرة من القراء فتضعف إيمانهم بالقدر كله بأوجه منها:

1- أن ذلك يوهم أن القدر متطفل في تدخله طارئ على ما دخل عليه،بينما الاعتقاد الحق أن كل شيء بقدرفإن القدرسرالله في الخلق ونظام الملك

2- أن ذلك يوهم أن ما كان – قبل ما وصف بتدخل القدر – لم يكن بقدر بل هو أمر عشوائي وقع بالصدفة.

3- أن فيه إضافة المشيئة إلى القدر لا إلى المقدِّر، والمشيئة صفة له سبحانه لا للقدر الذي هو فعله وأثر مشيئته.

لذا فالمتعين على المؤمنين بالله واليوم الآخر وقضاء الله وقدره أن يهجروا مثل هذه الألفاظ التي من شأنها إضعاف عقيدة الإيمان بالقدر والقضاء، وأن يلتزموا بالعبارات الشرعية التي أرشد إليها الله تعالى في كتابه ونبيه - صلى الله عليه وسلم - في صحيح سنته: مثل قولـه تعالى: ﴿ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾، وقولـه - صلى الله عليه وسلم - ((ولكن قـل: قدر الله وما شاء فعل))، وأن يقولوا: (كان من قدر الله كذا وكذا)، بعدا عن هذه المحاذير ونحوها من اللوازم الباطلة وأخذا بما أدب الله به أهل الإسلام من الأخذ بالألفاظ التي تكون دلالتها واضحة وهجر الألفاظ المحتملة عملاً بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا ﴾. [الأنترنت – موقع الألوكة  - قدر الله وما شاء فعل - الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر ]

*دفع قدر الله بقدر الله :

مخطئ مَن يظن أنه يصنع قدرَه بيده، ويحيك مستقبله كيفما يشاء!

صحيح أنك حين تعزم على صناعة الفعل، وتملك أن تصنعه، لكن ما تجهله أن مشيئة الله - تعالى - قد سبقتك لذلك، وما تولّد لديك هذا العزم إلا وشاء الله لك أن تعزم ما عزمت عليه؛ لقدر الله المكتوب في علمه القديم، يوم خلق الله القلم قبل الخلائق كلها، وأمره أن يكتب ما هو كائن، وما سيكون حتى تقوم الساعة ويرث الله الأرض ومَن عليها.

وكل ما نُقْدم عليه من الخير - قلَّ أو كثر - فبتوفيق الله وقدره المكتوب، ليس لك إلا أن يوفِّقك الله للشكر، وسؤال الله المزيد من التوفيق للعمل الصالح وحسن الإقبال عليه، وكل ما يُقدِم عليه العاقُّ لربه الفاسق العاصي من أنواع الشرور والفسوق، فلا يخرج عن سياق العلم الإلهي الأزلي القديم، ورفع الله توفيقه عنه لحكمة لا نعلمها، فيها من الخير والنفع على غير من حجب الله عنه الهداية والتوفيق، ولو من باب (مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد)، والله - سبحانه - مَن يخلق الخير والشر والنفع والضر، سمَّى نفسه العليم الحكيم؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، فإذا ما استقرَّ في قلب العبد أن الله - سبحانه - خلق الخلق، وقدر أقواتهم وأرزاقهم وأعمالهم، اطمأنت نفسه، وعبد الله يتملَّقه ويستزيده من خير ما قدره له، ويستعيذ به من شر ما قدر عليه، فهو بعلمه المطلق وقدره الأزلي أثبت ما لا يمكن محوه مما قدر، كما أثبت مما قدر ما يمكن محوه؛ فقال - سبحانه -: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، وإذاً هي الأقدار القديمة كتبت لنا وعلينا، ونحن نصنعها فنثبتها بحول الله وقدرٍ منه، وهذا ما نردِّده في كل صلاة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 5، 6].

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .