أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة والسبعون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والسبعون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان: * مظاهر قدرة الله :يقول الله تعالى :﴿ لَهُ مُلْكُ

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[سورة الحديد]

 قدرة الله المطلقة : المُلْكِيَّة كلها لله عز وجل ، ومُلكِيَّة الله مُلْكِيَّة مطْلقة ، أما مُلْكِيَّة الإنسان فهي مُلكِيَّة نِسْبيَّة ، فقد تمْلِكُ بيتًا ولا تنتفِعُ به ، وقد تنتفِعُ به ولا تمتَلِكُه ، وقد يكون لك النفع والملكية معاً ، ولكنَّ المصير ليس لك ! أما مُلكيَّة الله جلّ جلاله فهي ملكيَّة مطْلقة ، وكلّ شيءٍ يمكن أن يُملَّك إنما هو لله تعالى ، والإنسان في الحقيقة لا يملك شيئاً ، فمن يملك سمْعه؟ ومن يملكُ بصره؟ ومن يملك نموّ خلاياه ؟ لا أحد ، فقد تتفلَّت الخلايا من عِقالها فلا يدري أحد كيف يفقدُ الإنسان قوَّته ، إذًا لله ملك السماوات والأرض ، وكلّ من فيها مُلكٌ له خلقًا وتصرُّفًا ومصيرًا ، و إذا أيْقَنَ الإنسان أنَّه في قبضة الله استحيى من معصيته  ، وإذا أيقن أنَّه ملكٌ لله عز وجل استحيى أن يخرج عن منهجه ، فالله سبحانه وتعالى يُبَيِّن أنَّه يملكُ ما في السماوات وما في الأرض ، فهو الذي يَهَبُ الحياة وحْده ، وهو الذي يُميتُ ، والحياة والموت هما أخطر ما يشغل الإنسان ، وهما بيد الله عز وجل ، فلا يمكن لإنسان أن يصل إليهما ، ولو بدا لنا في الظاهر أنّ فلانًا قتَل فلانًا ! إلا أن الإنسان لا يموت إلا بأجله ، ولو أنه قُتِلَ قتلاً ، وكم مِن زوجَين شابَّين سليمين لكنهما عقيمان ، وكم مِن إنسانٍ مريض مكَّنَهُ الله مِن إنجاب الأولاد فهو تعالى الذي يحيي ويُميتُ ، والحقيقة أن كلمة الحق لا تقطع رزقًا ، ولا تُقرِّب أجلاً ، فالذي يُحيي هو الله ، والذي يُميتُ هو الله ، و إن فزَع الإنسان وألَمه واخْتِلال توازنِهِ حينما يموت له أحد أقربائِهِ  من أدِلَّة ضَعف إيمانه ، والنبي عليه الصلاة والسلام تُوفِّيَ ابنهُ إبراهيم فَدَمِعَتْ عَيناه ، فلمَّا سئِلَ قال : " إنَّ العين لتَدمَع ، وإنَّ القلب ليَخْشع ، ولا نقول إلا ما يُرضي الربّ ، وإنا عليك يا إبراهيم لَمَحزونون " ، فالإنسان المؤمن متوازن حَتَّى في أحزانه ؛ لأنَّه يرى أنَّ الموت قرار إلهي ، والله حكيم في أفعاله حكمةً مطلقة ، ولو لم يكن لله حكمة مطلقة لكان الله سبحانه مَلومًا في أفعاله ، ولكان ذلك نقْص في حكمة الله ، و لو كُشف لك الغطاء عن كلّ شيء حدث لوجَدْتَ أنّ الذي حدث هو أحكمُ ما حدث ، ولكننا دائمًا وأبدًا نقول : الإنسان أُعْطِي حريَّة الاختيار في أشياء ، وقد أوْدَعَ الله فيه الشَّهوات فإذا خرج عن منهج الله اسْتَوْجِبُ المعالجة ، وهي غير مُحَبَّبة ، كما أنها ليْسَتْ خيرًا مطلقاً ، لكنها تحمل خيرًا نسبيًّا ، وهو خير المآل ، فالأب الذي يقسو على ابنه يتألَّم ابنه أشدّ الألم ، أما حينما يرى نفسَهُ مِن عِلْية القوم بِفَضل تربيَةِ والده الشديدة يعلم عندها أنَّ هذه التربيَة الشديدة كانت في ظاهرها شرًّا له ، أما باطنها ففيه الخير .

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .