أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة والستون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والستون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*القدر سر من أسرار الله، لا مدخل للعقل فيه :

الثامن: أن للعبد قدرة واختيار لا يخرجان عما قدره الله تعالى فالله له مشيئة ونحن لنا مشيئة، الله له إرادة ونحن لنا إرادة، لكن كل شيء نريده ونفعله لا يخرج عن إرادة الله ومشيئته، وإذا أردنا شيئًا والله ما أراد أن يقع، فلا يمكن أن يقع لكن لا تعارض بين إرادتنا ومشيئتنا، وبين إرادة الله ومشيئته، ليش لأن الله قال: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[التكوير:29]، فإذاً لا يجوز ضرب هذا بهذا، ولا نفي هذا ولا هذا، فإن الله أثبتهما جميعًا، فأثبت للعبد قدرة، واختيارًا، وإرادة، ومشيئة، وأثبت لنفسه إرادة، ومشيئة، فللعبد مشيئة يمكنه من خلالها أن يختار الزنا أو الزواج، شرب الخمر أو شرب اللبن، العبد يختار يسرق أو يتوظف في عمل مباح، العبد يختار يرابي أو يبيع ويشتري، العبد يختار، إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا[الإنسان: 3]، فإذاً إرادة العبد ومشيئته لا تخرج عن إرادة الله ومشيئته، فإذا أراد الله فإن ما يريد بالإنسان سيقع، وإذا ما أراد الله لو الإنسان حاول طيلة عمره لن يقع.

تاسعًا من الضوابط: الهداية نوعان: هداية دلالة وبيان، وهداية توفيق وامتنان.

هداية الدلالة والبيان: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد:10] يعني بينا له طريق الخير والشر، وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى[فصلت: 17] بينا لهم طريق الحق، وطريق الضلال،وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [الرعد: 7] يدلهم ويرشدهم.

لماذا أرسل الله الرسل؟ لهداية الدلالة والإرشاد.

لكن هل الرسل هؤلاء يهدون الهداية التي فيها صلاح القلب، ونور الإيمان يدخل فيه؟ لا.

فإذاً الرسل يهدون يبينون طريق الهداية، يبينون سبيل الرشاد.

أما هداية التوفيق والإلهام التي فيها دخول نورالإيمان إلى القلب، وانشراح الصدر، فإنها لله فقط، فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ[الأنعام: 125]، إِنَّكَ لَاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص: 56].

فما هي الهداية المثبتة للأنبياء والدعاة والعلماء؟ هداية الدلالة والإرشاد.

هل الله جل جلاله عليه أيضاً هداية الدلالة والإرشاد والبيان؟ نعم، ولذلك بين، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]، يعني: بينا طريق الخير وطريق الشر، لكن هداية التوفيق والإلهام، وشرح الصدر هذه لله فقط.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .