أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة والأربعون في موضـــــــوع القادر المــقتدر القـــدير

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثالثة والأربعون في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى  وصفاته وهي بعنوان:أصول الإيمان (قدرته على الأشياء وخلقه وإيجاده لها ) :                                     

وسمي الإيمان إيمانًا؛ لأنه يتعلق بالباطن، والله يعلمه جل وعلا، فسمي إيمانًا لأنه يتعلق بالقلب المصدق، وهذا القلب المصدق للدلالة على تصديقه وصحة إيمانه أمور ظاهرة، إذا أظهرها المسلم المصدق واستقام عليها وأدى حقها دل ذلك على صحة إيمانه، ومن لم يستقم دل ذلك على عدم إيمانه أو على ضعف إيمانه، والإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام، والعكس كذلك عند أهل السنة والجماعة، كما قال الله عز وجل: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ [آل عمران:19] فيدخل فيه الإيمان عند أهل السنة والجماعة، فإنه لا إسلام إلا بإيمان.

 فالدين عند الله هو الإسلام وهو الإيمان وهو الهدى وهو التقوى وهو

البر، فهذه الأسماء وإن اختلفت ألفاظها، فإنها ترجع إلى معنى واحد وهو الإيمان بالله ورسله والاهتداء بهدي الله والاستقامة على دين الله، فكلها تسمى برًا وتسمى إيمانًا وتسمى إسلامًا وتسمى تقوى وتسمى هدى، وكذلك إذا أطلق الإحسان دخل فيه الأمران: الإسلام والإيمان؛ لأنه يخص الكمّل من عباد الله، فبإطلاقه يدخل فيه الأمران الأولان الإسلام والإيمان، وعند إطلاق أحد الثلاثة إذا أطلق فإنه يدخل فيه الآخران، فإذا قيل المحسنون هم أخص عباد الله، فلا إحسان إلا بإسلام وإيمان، قال تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195] وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128] فالمحسن إنما يكون محسنًا بإسلامه وإيمانه وتقواه لله، وقيامه بأمر الله، فبهذا سمي محسنًا، ولا يتصور أن يكون محسنًا بدون إسلام وإيمان.

وهكذا يا أخي لفظ المؤمنين يدخل فيه المسلمون لأنهم-أعني المؤمنين-أخص من لفظ المسلمين، قال الله تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال:19] وقال عز وجل: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التوبة:182] الآية فالمؤمن سمي مؤمنًا لتصديقه بقلبه وإسلامه بجوارحه لله وحده، فالمؤمنون مؤمنون بتصديقهم وبإسلامهم وقيامهم بأمر الله ووقوفهم عند حدوده سبحانه وتعالى، ومما يدل على هذا المعنى حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- لما سأل النبي ﷺ لما أعطى النبي ﷺ قومًا وترك قومًا، قال سعد: يا رسول الله أعطيت فلانًا وفلانًا وتركت فلانًا وإني لأراه مؤمنًا، قال النبي ﷺ: أو مسلمًا فعاد سعد إلى مقالته والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: أو مسلمًا والمقصود: أن الإسلام والإيمان عند الاقتران لهما معنيان، معنى أخص، ومعنى أعم، فالمسلم أعم من المؤمن، والمؤمن أخص من المسلم، فكل مؤمن مسلم ولا عكس، ولكن عند الإطلاق يدخل أحدهما في الآخر كما سبق بيان ذلك.

وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .