أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الرابعة عشرة في موضـــــــوع القــــــــادر المــقتدر القـــدير
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع (القديرالقادر المقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *القضاء والقدر :
القضاء والقدر : هو متعلق بتوحيد الرُّبوبية، وقد سبق أنَّ توحيد الأُلوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة، وتوحيد الرُّبوبية: إفراد الله تعالى بالخلق والملك والتَّدبير، وتوحيد الأسماء الصِّفات: هو توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته.
والقضاء والقدر سرُّ الله تعالى المكتوب الذي لا يعلمه إلا الله ، مكتوب في اللوح المحفوظ، في الكتاب المكنون الذي لا يطَّلِع عليه أحد.
حكم الكلام في القضاء والقدر
أما بالنُّسبة للقضاء والقدر: فقد يقول الإنسان: ما حكم الكلام فيه وما حكم الخوض فيه؟ لإنَّ هناك أحاديث قد جاء ظاهرها يفيد منع الكلام، كما قال النبي ﷺ: وإذا ذُكر القدر فأمسكوا [رواه الطبراني: 1428، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 34].
*فلماذا إذاً نتحدث في القضاء والقدر؟ :
أولاً: إنَّ الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، ولا يتم إيمان العبد إلا به، فكيف يُعرف إذا لم يُتحدث عنه، ويُبيَّن للنَّاس أمره؟.
ثانياً: الإيمان بالقدر ورد في أعظم حديث في الإسلام وهو حديث جبريل ، وكذلك في آخر حياة النَّبي ﷺ الذي قال فيه: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم [رواه البخاري: 50، ومسلم: 8]. فمعرفته من الدِّين، وهو واجب على سبيل الإجمال.
ثالثاً: أنَّ القرآن الكريم مليءٌ بذكر القدر وتفاصيله، والله أمرنا بتدبُّر القرآن وعقله، كما قال: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ[ص: 29].
رابعاً: الصَّحابة سألوا النَّبي ﷺ عن أدق الأمور المتعلقة بالقدر، كما جاء في صحيح مسلم من حديث سراقة بن مالك بن جُعشم قال: يا رسول الله بيِّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم، أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أما فيما نستقبل؟ قال: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيما العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر [رواه
مسلم: 2648]. وفي رواية: كل عامل ميسر لعمله [رواه مسلم: 2648].
وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .