أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة السادسة بعد المائة في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة بعد المائة  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطبة جمعة عن ( اسم الله الْجَبَّارُ )

وأما الجبر : بمعنى جبر خواطر الناس ، فهي صفة ممدوحة ، فهذا سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: “ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر”

والرسول صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الخلق العظيم في جبر الخواطر. ففي قصة الصحابي عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ، كان أبوه (أبو جهل) من أعداء الاسلام ، وعندما جاء عكرمة مسلما وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، نبه النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة ألا يسبوا أباه أمامه، وأن لا يعيروه بأبيه ، وذلك جبرا لخاطره.

وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يجبر خاطر كل من تكلم معه. فكان إذا تكلم معه إنسان نظر في عينيه، هذا من جبر الخواطر. وكان إذا صافحه أحد لا يفلت يده حتى يفلت الطرف الآخر، وهذا جبر للخواطر. وكان إذا ناداه أحد لا يلتفت إليه بجنبه بل يلتفت إليه بكله صلى الله عليه وسلم  جبرا لخاطره.

 أيها المسلمون : وللإيمان باسمه الجبار آثار في حياة المؤمن وسلوكه ومعتقداته : فمن آثار الإيمان باسمه الجبار : تعظيم الرب تعظيما يليق

بجلاله وعظمته , وهذا بمقتضى أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , لأنه لا معقب لحكمه 

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يعرف العبد قدره ومنزلته ،وأن لا يتعدى قدره، وأن يتواضع لربه تبارك وتعالى ، ولا يخرج عن طاعته.

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار:  أن يستسلم لقضاء الله عز وجل ،فلا يجزع ويتسخط

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يعلم المؤمن ويستيقن أنه لا مشرع إلا الله عز وجل , فالجبار له الخلق والأمر فلا أحد يشرع في

هذا الكون ويأمر وينهى على وجه التشريع إلا الله سبحانه , فمن اجترأ على الله ،وشرع للناس ووضع لهم القوانين الوضعية بدلا من أحكام الله عز وجل فقد اجترأ على الرب تبارك تعالى وإذا علم المؤمن أن الله هو الجبار بمعنى العظيم الأعظم فإنه يتواضع ويترك التكبر والتجبر.

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يثق العبد المؤمن بربه الثقة الكاملة ويعلم أنه

 يركن إلى ركن شديد , وأنه يلجأ إلى رب نواصي الخلق بيده , وأنه لو اجتمعت عليه الأمة على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له , ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء , لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه   

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يحب المؤمن الله عز وجل فتكون محبته أكبر من كل محبة , لأن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها , 

ومن آثار الإيمان باسمه الجبار : أن يرغب العبد المؤمن ويلجأ إلى  الله في كل

نقص وكل حاجة تعترضه , فلا يلجأ إلى المخلوقين , وإنما يلجأ إلى الله سبحانه

فهو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير وهو لا يسأم من سؤال العطايا.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.