أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والتسعون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*وأيضا يعني الجبار

  أنه سبحانه يَجبر قلوب عباده بأنواع المعارف، وهذا الأمر يذوقه طلبة العلم، فيجدون لذائذ في الطَّلب تبرّد قلوبهم وتَشرح صدورهم عمّا ينقصهم في الدنيا، ففي كثير من الأحيان تجد أنَّ الحياة الخاصة لطلبة العلم ليست مستقرة تماماً، لكن مِن جَبر الله لهم أن علّمهم عنه، وفهّمهم عنه، وحبّب لهم العلم، فيجدون فيه من اللذائذ ما تغنيهم عما نقصهم من أنواع الاستقرار.

أيضاً الدعوة إلى الله، من أنواع المعارف أن تعرف فيكون منك دعوة إلى الله،

 والدعوة إلى الله نوع من أنواع الجبر، لأنك عندما تدعو إلى الله تجد قومًا يشتكون لك نَفس حالك، فتجد نَفسَك تكلمهم تُصبرهم، وكأن تصبيرك لهم تصبيراً لنفسك، وهذا نوع من أنواع الجبر، لأن أقرب أذن سامعة للمتكلم هي أذنه.

أيضاً من أنواع الجبر بهذا العلم: أن الله عز وجل عندما يفتح لك بابًا من العلم وأنواعًا من المعارف تستحقر الناقص عندك فتراه ليس بشيء، بل مع الأيام ترى هذا الناقص فتحًا للكمال، فالعلم والدعوة كلها نوع من أنواع الجبر مِن الله عز وجل لعباده.

ومنها الرفعة عنده، أي تُجبر بها وترتفع عنده، يجبرك الله بما علّمك، وترتفع عنده بهذا العلم أيضاً.....

كذلك يجبر الله عز وجل القلوب بما يفيضه من التوفيق الإلهي والهداية والرشاد. والمقصود بالهداية والرشاد الدلالة، أي أنه يجبرك بأن يدلّك على الصواب، أيضا يجبرك بالتوفيق الإلهي، فكلما رضيت عن الله وتقربت إليه وقَبِلْت منه كلما كان سَمعُك الذي تسمع به، وبَصرك الذي تُبصر به، ويدك التي تَبطش بها، فهذا كله نوع من أنواع التوفيق الإلهي الذي نرجوه.

فكلما زدت تعلقاً بالله وكلما نقصت عليك الدنيا، كان نقص الدنيا عطاءً منه سبحانه وتعالى، لأنه سيجبر نقص الدنيا لك بتوفيقه، سيجبر نقص الدنيا لك بأنواع من المعارف، سيجبر نقص الدنيا لك بأن يوقع في قلبك حبه، من أجل ذلك لو تبينت لك الحقيقة ستأتي اللحظة التي تتمنى فيها أن تنقص الدنيا لكن تُجبر هذا الجبر.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.