أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية والتسعون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والتسعون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* خطوات نحو جبر الانكسار

إنه سبحانه يجبر كسر القلوب كما يجبر كسر الابدان , إن هي آمنت به وافتقرت إليه ووثقت به وتوكلت عليه .

والحياة كلها آلام , وفرقة , وانكسارات , وابتلاءات , وصراعات , لكن

الجبار سبحانه يرحم عباده , فيرأب الصدع ويلم الشمل

ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ، لذلك فكلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك واعزك .

وهو المصلح إن جبر الفقير أغناه , وإن جبر المريض شفاه , وإن جبر الذليل أعزه , وإن جبر الضعيف قواه , وإن جبر الخائف أمّنه ، فالجابر هو المصلح والجبار كثير الإصلاح .

والجبروت بمعنى : الكبرياء والعز والعلو، وهو لله سبحانه وحده ، فالله قاهر الجبابرة بجبروته سبحانه , أما الخلق، فموصوفون بصفات النقص , بل قد توعد الله الجبابرة بالعذاب والشديد ، قال سبحانه :" وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ , مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ , يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ" .

*ولكن ماهي خطواتنا نحو استحقاق الجبر من الجبار سبحانه ؟

إن أول تلك الخطى : توحيده حق التوحيد , فلا يشرك به ابدا , وتطهير القلوب من شبهات الشرك , وإخلاص التوحيد له سبحانه , فهو سبحانه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , وهو سبحانه واحد لاشريك له ولا ند له ولاشىء مثله ولا شىء يشبهه , ولا إله غيره , لاتناله الأفكار, ولا تدركه الابصار , وهو الحي القيوم , واهب الحياة , القائم على خلقه وشئونهم , لاحول ولاقوة إلا به .

والثانية : التسليم لقضائه , والرضا بقدره , إذ لا معقب لحكمه , ولا راد لقضائه , فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن , " قل لن يصيبنا إلا

ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون "

والثالثة : الفقر إليه سبحانه , والتبرؤ من الحول والقوة , " فلا حول ولاقوة إلا بالله " , فيعلم المؤمن قدره من الضعف والجهل والفقر والعوز , ويعرف قدر ربه سبحانه " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " , وكلما كان المؤمن

أكثر افتقارا لربه كان أقرب إليه ,"فاقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.