أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية والثمانون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والثمانون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : *القوم الجبارين:

*العقوبة التي نالتهم:

    استجاب الله دعاء موسى عليه السلام { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [المائدة: 26]، حرم الله عليهم القرية التي نكلوا عن دخولها مدة أربعين سنة، وليس فقط حرمان لكن تيه في الصحراء، { أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ } [المائدة: 26]، يخرجون في الصباح يبحثون عن مخرج لا يأتي عليهم المغرب إلا ويجدون أنفسهم في المكان الذي بدؤوا البحث منه، { يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } [المائدة:26] لا يجدون مخرجاً من صحراء.

الوقف على قوله:{ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ }  ممكن، وعلى { أَرْبَعِينَ سَنَةً }  ممكن، وهذا يسمى تعانق الوقف عند علماء .

  القراءة؛ لأن قوله أربعين سنة متعلق بمحرمة، أو متعلق بيتيهون، وبيان ذلك أننا إذا وقفنا على قوله: { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } وقف  أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ  معناها أنهما عقوبتان، { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } العقوبة الأولى، و{ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ} فِي  العقوبة الثانية، معنى ذلك: هذا الجيل لا يدخلها أبداً { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } هذه عقوبة، وهذه الجيل سيتيه في الصحراء أربعين سنة، واختاره ابن جرير رحمه الله. [تفسير الطبري: 10/191].

وبناء على ذلك فإن الذي دخل القرية كلهم من الجيل الثاني، ما يوجد ولا واحد دخل من الجيل الأول على هذا الوقف، { فَإِنَّهَا

مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } [المائدة: 26] عقوبتان على هذا الجيل، لا يدخلوا القرية، ويبقوا في التيه، والذين سيدخلون ليسوا من هؤلاء إطلاقًا.

وإذا وقفنا على قوله: { مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً } وقف { يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } صار التحريم عليهم أربعين، فيمكن أن يدخلوها بعد الأربعين، ولكنهم في هذه المدة سيبقون تائهين في الأرض، هذا لا يلزم أن كل الجيل هذا لن يدخلها، سيمنع منها أربعين سنة، ثم ممكن يدخلها، بل دخلها بعضهم على هذا الكلام.

ولما علم الله تعالى رقة موسى وشفقته على قومه، وأنه ربما حزن عليهم بسبب

ما نالهم من العقوبة، قال: { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ } [المائدة: 26]، قال الله مواسيًا معزيًا: { فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [المائدة: 26]، لا تأسف عليهم، ولا تحزن عليهم، لقد حكمت فيهم وهم مستحقون هذا لفسقهم.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.