أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والخمسون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
التاسعة والخمسون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :
* ( الجبَّار ) من أسماء التعظيم والتنزيه :
اسم ( الجبار ) من أسماء التعظيم ، هناك اسم ذات ، وهناك اسم صفة ، وهناك اسم فعل ، وهناك اسم تنزيه ، وهناك اسم تعظيم ( الجبار ) من أسماء التعظيم "الكبْرِياءُ ردائي،والعظمة إزاري،فمن نازعني واحدا منهما قذَفْتُهُ في النار " [مسلم] .
لكن أحياناً لله عز وجل في خلقه امتحانات صعبة ، من هذه الامتحانات أنه
يقوي أعداءه ، فيفعلون ما يقولون ، فيتوهم ضعيف الإيمان أنهم آلهة ،
فينبطحون أمامهم ، والحقيقة أن الله لا يسمح لأحد أن يأخذ اسم ( الجبار ) ولا اسم القهار ، ولا اسم العزيز ، لا بد من أن يقصمه الله ، ولهذا قال الله عز وجل : " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ " [الأعراف:34] كيف أن للرجال أعماراً وللأمم أعماراً ، فأية أمة طغت ، وبغت ، وتجبرت لا بد من أن يقصمها الله في وقت ما .
إن اسم ( الجبار ) من أسماء التعظيم ، وهو في حق الله من كماله ، من دلائل عظمته ، من قوته ، لكن لو قلنا : فلان جبار ، فهذا اسم نقص ، وصفة نقص في الإنسان ، يقول الله عز وجل : " كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " [غافر:35] لأن العبد عبد ، والرب رب ، العبد من شأنه الافتقار ، حتى الأنبياء قمم البشر كانوا : " لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ " [الفرقان:20] هم مفتقرون في وجودهم إلى إمداد الله لهم ، بل مفتقرون في تأمين طعامهم إلى المشي في الأسواق ، إذاً هم عبيد ، وعباد ، لكن الله سبحانه وتعالى هو رب العباد ، والعبيد شيء ، والرب شيء آخر .
معنى ( الجبَّار ) عند الجبرية من أفسدِ المعاني :
إن ( الجبار ) عند فئة الجبرية ، وهي فئة عقيدتها فاسدة ، تتصور أو تتوهم
أن الله يجبر عباده على أفعالهم ، وأن الإنسان كريشة في مهب الريح . ألقاه
في اليم مكتوفاً وقال له ***** إيّاك إياك أن تبتل بالماء
هذه العقيدة تتناقض مع كمال الله ، فكيف يجبر الله عبداً من عباده على معصية ثم يحاسبه عليها ؟ هذه عقيدة أهل الشرك ، قال
تعالى : " سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ
شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ
فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ " [الأنعام:148] .
الإنسان مخيَّرٌ : فلو ألغينا حرية الاختيار في الإنسان لألغينا الثواب والعقاب ،
ألغينا الجنة والنار ، ألغينا حمل الأمانة ، ألغينا التكليف ، ألغينا كل شيء ." فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " [الكهف:29] ." إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً " [الإنسان:3] ." وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ " [البقرة:148] .
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.