أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة والأربعون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
التاسعة والأربعون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان : جبر الخواطر في القرآن الكريم : أشار القرآن الكريم لهذه العبادة في عدة مواضع منها :
1-قوله تعالى : {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يوسف:15، وفي تفسيرهذه الآية يقول ابن كثير : يقول تعالى ذاكرا لطفه ورحمته وعائدته وإنزاله اليسر في حال العسر : إنه أوحى إلى يوسف في ذلك الحال الضيق ، تطييبا لقلبه ، وتثبيتا له : إنك لا تحزن مما أنت فيه ، فإن لك من ذلك فرجا ومخرجا حسنا ، وسينصرك الله عليهم ، ويعليك ويرفع درجتك ، وستخبرهم بما فعلوا معك من هذا الصنيع .
فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف -عليه السلام- ولجبر خاطره؛ لأنه ظلم وأوذي من أخوته .
2- قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص:85
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة التي ولد فيها ونشأ خرج منها وهو يقول : ” إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى نفسي ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ” فاحتاج في هذا الموقف الصعب وهذا الفراق الأليم إلى شيء من المواساة والصبر، فأنزل الله تعالى له قرآنا مؤكدا بقسم؛ إن الذي فرض عليك القرآن وأرسلك رسولا وأمرك بتبليغ شرعه سيردك إلى موطنك مكة عزيزا منتصرا وهذا ما حدث بالفعل.
3- فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ:قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم : {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} سورة الضحى9-10 ،
أي طفل صغير حينما يشعر بالخوف من شيء ينادي على أبيه أو أمه ، لكن اليتيم على من ينادي فأنت إذا أخذت هذا اليتيم ورحمته وتلطفت معه ، وقلت له كلمة طيبة كل هذا سيكون له مفعول كبير ، فرق بين قهر اليتيم الذي لا أب له يؤويه ويكفيه وبين اليتيم الذي يشعر أن كل فرد من أفراد الجتمع أبا له وكل امرأة أما له .
وقوله تعالى (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} كلمة السائل تشمل الذي يسأل عن جهل أومن يسأل من فقر ، فإذا سألك سؤالا عن شيء يجهله ، أو يسأل مساعدة مالية قرض أو صدقة ، فلا تنهر : لا ترد ردا غليظا ، أو تتهمه بأنه كاذب ، قال تعالى : -( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم )- [البقرة/263] فمجرد التلطف مع السائل فيه مغفرة من الله ، ثم الله مطلع على ما في القلوب وهل هو صادق محتاج أم كاذب محتال ، وكذلك إذا سألك من يجهل أمرا فتدله وترشده إلى شخص متخصص او موقع على الانترنت أو مكان …الخ فهذا من المساعدة ، وكذلك المعلم لا داعي لاتهام السائل بالغباء وقلة الفهم ، هذا كله من جبر الخواطر الذي أمرنا به .
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.