أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية والثلاثون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والثلاثون  في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

* جبر الله كسر آدم :

ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالي ...

عندما عصى سيدنا آدم ربنا سبحانه وتعالى ناداه الله ،أصبح يجري في الجنة لا يعرف أين يذهب، فقال له تبارك وتعالى: أفرارآ مني يا آدم!!، قال: لا يارب ... ولكن حياء منك ) .

فناداه ربنا سبحانه وتعالى بلسان الحال: يا آدم ، لا تجزع : أي لا تحزن من قولي لك أخرج منها فلك خلقتها..

ولكن إنزل إلى الأرض، "وذل نفسك من أجلي ، وانكسـر في حبي" حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تعال لأدخلك إياها مرة ثانية

يا آدم ، كنت تتمنى أن أعصمك - أي من الموت ، فقال : نعم يارب، فقال تبارك وتعالى:يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلـى من أجـود برحمتـي، وعلى من أتفضل بكرمي، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر.........يا الله!!

يا آدم، ذنب تزل به إلينا، أحب إلينا من طاعة تراء بها علينا..يا آدم، أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائي ..

انكسار ناشئ عن الحاجة والفقر: يجبر الله عز وجل انكسار العبد إذا ما قال العبد: "رب اغفر لي وتب علي" فيقيل الله عثرته، ويقبل اعتذاره وتوبته.

وبهذا يتحقق كمال العبودية، ومَن لا يرى فاقته وحاجته، ولا يشعر بالذل والانكسار لله سبحانه وتعالى، ولا يرى ذنوبه، أو لا يستشعر حبه لربه؛ فهو في خطر عظيم، فإن لم يكن هلك؛ فهو على شفا الهلكة.

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله فوائد غزوة "أحد". "[زاد المعاد]

ففي غزوة أحد تعزز المسلمون بما وقع يوم بدر، وظنوا أنهم منصورون في كل

معركة، فكسرهم الله عز وجل بالهزيمة؛ ليتوبوا إليه خضوعًا وذلاًّ، فيجبرهم الله عز وجل، فكذلك المصائب تكسر الإنسان، فإذا استشعر العبد أنها مِن عند الله -عز وجل- فصبر واحتسب؛ جبر الله مصيبته، وأصلح عيبه، وأعطاه خيرًا مما فقد منه".

وكذلك ما حدث في غزوة "حنين"، فإن نفوسًا ضعيفة تعاظمت بالفتح وشعرت بالقوة، وخرج مَن يقول: "لن نغلب اليوم من قلة"! فقال الله عز وجل:{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ(25)} [التوبة]

فحصل الانكسار في أول المعركة، وفي آخرها جبر الله المؤمنين، وهذا فضله ورحمته بعباده عز وجل ؛ إذ يبتليهم بالمصائب فيكسرهم، ثم يجبر كل كسير.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.