أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة والعشرون في موضــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والعشرون في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

*مراعاة الخواطر كان مِن أولوياته (ﷺ)                   

وعندما جاء عكرمة بن أبي جهل مسلما وجاء إلى النبي (ﷺ)، نبه النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة الكرام رضي الله عنهم ألا يسبوا أباه أمامه، وأن لا يعيروه بأبيه ، وذلك جبرا لخاطره.

وكان (ﷺ) يجبر خاطر كل من تكلم معه ، فكان إذا تكلم معه إنسان نظر

في عينيه، هذا من جبر الخواطر، وكان إذا صافحه أحد لا يفلت يده حتى يفلت الطرف الآخر، وهذا جبر للخواطر، وكان إذا ناداه أحد لا يلتفت إليه بجنبه بل يلتفت إليه بكله (ﷺ) جبرا لخاطره.

واستُحبت النبي (ﷺ) تعزية أهل الميت وذلك لتسليتهم ومواساتهم، وتطييب خاطرهم، عند فقد ميّتهم.

فالناس بحاجة إليها عند فقد الأحبة، والنبي (ﷺ) كان حريصا علي ذلك  .

العنصر الخامس : جبر الخواطر في حياة السلف الصالح :ـ

هذه عائشةُ رضيَ اللهُ عنها كلما حدَّثتْ بحديثِ الإفكِ، تذكرُ موقفَ امرأةً من الأنصارِ، قَالَتْ: وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، حَتَّى إِنِّي لَأَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَا أَبَوَايَ جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي؛ فهل رأيتُم كيفَ أنَّ المشاركةَ في البُكاءِ، أصبحَ مثالاً من أمثلةِ الوفاءِ؛ فها هي الدَّمعاتُ كانَ لها أعظمُ الأثرِ والمواساةِ.

نحتاجُ أن نقولَ للمكلومِ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ، إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى؛ فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ.

 ولَمَّا صُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْمَسْجِدَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي

نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ -وهي أمُّ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ، فَمَالَ إِلَيْهَا فَعَزَّاهَا، وَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا الْأَرْوَاحُ عِنْدَ اللهِ تعالى؛ فَاتَّقِي اللهَ، وَعَلَيْكِ بِالصَّبْرِ".

أراد حسان بن سعيد المخزومي أن يبني جامعاً، فأتته امرأة بثوب لتبيعه، وتنفق

 ثمنه في بناء ذلك الجامع، وكان الثوب لا يساوي أكثر من نصف دينار، فطيب خاطرها، واشتراه منها بألف دينار، وخبأ الثوب كفناً له.

وجبر الخواطر ليس في المصائب فقط ولكن  في السُّرورِ والأفراحِ قد يكونُ جبرُ الخواطرِ للمحبةِ مفتاحٌ؛ فها هو كعبُ بنُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه لمَّا تاب اللهُ تعالى عليه وعلى صاحبيه الذينَ تخلَّفوا عن غزوةِ تبوكَ، يقولُ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رضيَ اللهُ عنه يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ .. وكيفَ ينسى كعبُ هذه اللحظاتِ، وقد شاركَهُ طلحةُ الفرحةَ والتبريكاتِ ..

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.