أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية عشرة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الجبـــــــار

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية عشرة في موضوع (الجبار) وهي بعنوان :

 *ثمرات الإيمان باسم الله الجبار:

8- الجَبَرُوتُ للهِ وَحدَهُ، وَقَدْ مَدَحَ اللهُ بِهَذَا الاسمِ نَفْسَهُ وَأَمَّا فِي حَقِّ الخَلْقِ فَهُوَ مَذمُومٌ فَمَا الفَرْقُ؟

الفَرْقُ أَنَّهُ سُبحَانَهُ قَهَرَ الجَبَابِرَةَ بجبَرُوتِهِ وَعَلَاهُم بِعَظَمَتِهِ لَا يَجرِي عَلَيهِ حُكمُ حَاكِمٍ

فَيَجِبُ عَلَيْهِ انقِيَادُهُ، وَلَا يتوجَّهُ عَلَيهِ أَمرُ آمِرٍ فَيلزَمُهُ امتِثَالُهُ، آمِرٌ غَيرُ مَأْمُورٍ،

 قَاهِرٌ غَيرُ مَقُهورٍ: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23].

وَأَمَّا الخَلقُ فَهُم مَوصُفُونَ بِصِفَاتِ النَّقصِ مَقهُورُونَ مَجبُورُونَ تُؤذِيهِم البَقَّةُ وَتَأْكُلُهُم الدُّودَةُ، وَتشوشُهُم الذُّبَّابَةُ، أَسِيرُ جُوعِهِ، وَصَرِيعُ شِبَعِهِ، وَمَنْ تَكُونُ هَذِهِ صِفَتُهُ كَيفَ يَلِيقُ بِهِ التَّكَبُّرُ والتَّجَبُّرُ؟!.

وَقَدْ أَنكَرَت الرُّسُلُ عَلَى أَقوَامِهَا صِفَةَ التَّجَبُّرِ والتكَبُّرِ فِي الأرضِ بغَيرِ الحَقِّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ هُودٍ؛ أَنَّهُ قَالَ لِقَومِهِ: ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 130، 131]، إِلَى أَنْ قَالَ: ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الشعراء: 135]، وَلَكِنَّهُم عَانَدُوا واتَّبَعُوا أَمرَ جَبَابِرَتِهم فَهَلَكُوا أَجمَعِينَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59].

وَقَدْ كَانَ التَّجَبُّرُ سَبَبًا لِلطَّبعِ عَلَى قُلُوبِهِم فَلَمْ تَعرِفْ مَعرُوفًا وَلَمْ تُنكِرْ مُنْكَرًا ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].

وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ الجَبَابِرةَ بالعَذَابِ والنَّكَالِ، تَوَعَّدَهُم بِجَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهَادُ، قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَخرُجُ عُنقٌ مِنَ النَّار يَومَ القِيَامَةِ لَهُ عَينَانِ تُبصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنطِقُ يَقُولُ: إِنَّي وُكِّلتُ بِثَلَاثةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ، وَبِالمُصَوِّريِنَ».وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَحَاجَّت الجَنَّةُ وَالنَّارُ؛ فَقَالَت النَّارُ: أُوثِرتُ بِالمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ...».

9- الأَرضُ كُلُّهَا خُبزَةٌ بِيَدِ الجَبَّارِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَومَ القِيَامَةِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدريِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ الأَرضُ يومَ القِيامَةِ خُبزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤهَا الجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكفَأُ أَحَدُكُم خُبزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلاً لأِهلِ الجَنَّةِ...».

10- وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدعُو بَينَ السَّجدَتَينِ فَيقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لِي وارْحَمنِي واجْبُرْنِي وارْفَعنِي وَاهْدنِي وَعَافِني وَارزُقْنِي».

فكَانَ يَدعُو بِمَا دَلَّ عَلَيهِ اسمُ (الجَبَّارِ) جَلَّ وَعَلَا.

قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَاجبُرنِي أَيْ: أغْنِني، مَنْ جَبَر اللهُ مُصِيبَتَهُ: أَيْ: رَدَّ عَلَيهِ مَا ذَهَبَ مِنهُ وَعَوَّضَهُ، وَأَصْلُهُ مِنْ جَبْر الكَسرِ.

وَكَانَ يُعَظِّمُ رَبَّهُ أَيَضًا بِهَذَا الاسمِ فِي الصَّلاةِ فِي الرُّكُوعِ والسُّجُودِ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأشجَعِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الجَبروتِ والمَلكوتِ والكِبْرياءِ والعَظَمَةِ». وَفِي سُجُودِهِ مثلُ ذَلِكَ.

[الأنترنت – موقع الألوكة - معنى اسم الجبار - الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.