أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة التاسعة عشرة بعد المائة في موضوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة التاسعة عشرة بعد المائة في موضوع (الرب) وهي بعنوان:

المصيبة ليست عشوائية إنما من جنس العمل :

الله غني عن تعذيبنا ، لذلك هناك حقيقة بالإسلام خطيرة جداً ، لا يمكن أن تكون المشقة مطلوبة لذاتها إطلاقاً .

صباحاً في أيام الشتاء القارس يوجد صنبور ماء بارد لا يحتمل ، وصنبور ماء دافئ ، تقول: أنا أريد أن أتوضأ بالماء البارد حتى يكبر أجري ، ما لك أجر ، لأن المشقة في الإسلام ليست مطلوبة لذاتها توضأ بالماء الدافئ .

تقول أنا سأسافر إلى الحج ماشياً حتى يتضاعف الأجر ، ما لك أجر ، لما كان الحج طريقه الوحيد هو المشي أو ركوب الجمل لك أجر كبير .

أثناء الطواف يوجد ازدحام كبير لك أجر كبير ، أما حينما تبتغى المشقة لذاتها هذا فهم خاطئ في الإسلام ( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِهِ نَفْسَهُ فَلْيَرْكَب) أحمد عن أنس

آيات التوحيد :الآن﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾

ومن يؤمن بالله ، الذي يؤمن بأن الله في يده كل شيء .

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾ .( سورة الزخرف ) وأن الله عز وجل :﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ (123) ( سورة هود)

﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) ﴾( سورة هود)وأنه :﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) ﴾( سورة الكهف) هذه آيات التوحيد ، ومن يؤمن أن الله فعال ، في الأرض إله وفي السماء إله ، والأمر كله بيده ، قال تعالى :﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا

يَعْلَمُهَا (59) ﴾( سورة الأنعام)

من آمن بالله يكتشف الحكمة من وراء المصيبة التي أصابته :أنت حينما تؤمن بالله إيماناً دقيقاً تكتشف أن هذه المصيبة وراءها حكمة بالغة.

﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (11) ﴾( سورة التغابن)

إلى حكمتها .

أحياناً تأتي المصيبة من جنس المعصية ، كمثل إنسان عليه زكاة مال ، أحد عشر ألفاً وخمسمئة وعشرين ليرة بالضبط ، ضغطت عليه زوجته ضغطاً لا يحتمل ليصلح البيت بهذا المبلغ فاستجاب لها ، مركبته أصابها حادث ، بعد أن أصلحها الفاتورة بالضبط أحد عشر ألفاً وخمسمئة وعشرين ليرة ، توافق الرقمين رسالة من الله عز وجل ، إذاً هذا إعلام من الله عز وجل .

بالمناسبة لا يمكن لمربي أن يعاقب دون أن يبين .

﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا (22) ( سورة الحديد )

إلى حكمتها :

لكل مصيبة حكمة فإذا فهم الإنسان الحكمة عاد المنع عين العطاء : أنت اسأل الله عز وجل : يا رب ما حكمة هذه المصيبة ؟ لكل مصيبة حكمة ابحث عنها ، أما أن تقبل هذا الأمر من دون فهم أو بفهم ساذج يقول : قلب لي القدر ظهر المجن .

فهذا كلام مضحك لا معنى إطلاقاً ، الأيام يومان :

يوم لك ويوم عليك ، هكذا شأن الحياة ، حينما تفهم

المصيبة فهماً وثنياً ، فهماً بعيداً عن فهم الإيمان ، فأنت

واقع في خطأ كبير ، يجب أن تفهم أن الله سبحانه وتعالى غني عن تعذيب عباده ، فإذا ساق لهم بعض الشدائد لحكمة بالغة ، وينبغي أن نفهم أيضاً أن تقنين الله ـ إن صحّ التعبير ـ لا يمكن أن يكون تقنين عجز ، لا بد من أن يكون تقنين تأديب ، حتى في الأمطار ، قال تعالى :﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ﴾( سورة الجن )

﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ ﴾ .( سورة الأعراف الآية : 96 )

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.