أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثامنة عشرة بعد المائة في موضوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة الثامنة عشرة بعد المائة في موضوع (الرب) وهي بعنوان:

المصيبة ليست عشوائية إنما من جنس العمل :

الآن :﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا (22) ( سورة الحديد )

لك عند الله كتاب أعمال ، إنسان اختلس مالاً حراماً أحياناً تأتي المصيبة بتدمير هذا المال ، إنسان استعلى في الأرض أحياناً يأتيه عذاب مهين ، هذه المصيبة لم تكن عشوائية الدليل :﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) ﴾( سورة المؤمنون )

مستحيل أن تُخلَقوا عبثاً ، قال تعالى :﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) ( سورة القيامة)

أحياناً تكف يد موظف بقرار سبقه همسات ،

وسبقه وشايات ، وسبقه تقارير ، ولجنة تحقيق ، وسبقه دراسة معمقة ، وسبقه اجتماع الكبراء لتقرير مصير هذا الموظف ، وتمت التحقيقات ، والأدلة كافية وقطعية ، والموقف موضوعي وعادل ، تكتب مسودة قرار ، يوقع المدير على المسودة والمجلس يوقع عليها أيضاً ، تطبع على الآلة الكاتبة يوقعها المدير نسخة إلى كذا ، إلى كذا ، آخر شيء يبلغ هذا القرار ، هذا القرار لم يكن مرتجلاً سبقته دراسة طويلة جداً .

بطولة الإنسان أن يحسن فهم المصيبة لأنه إذا أحسن فهمها استفاد منها :

كل شيء يصيب الإنسان في حكمة ما بعدها حكمة ، فبطولة الإنسان أن يحسن فهم المصيبة لأنه إذا أحسن فهمها استفاد منها ، وإن لم يحسن فهمها لم ينتفع بها ، لذلك يقول : الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك . هذا فهم غير صحيح للمصيبة ، تحدث مشكلات في بعض البلاد الله عز وجل قال :﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (65) (سورة الأنعام :65) ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾ . ( سورة النحل )

بطولة المؤمن أن يعتمد التفسير القرآني في تفسير المصائب :

البطولة أن تملك التفسير القرآني لما يجري ، الآن في

تحليلات لا تنتهي ، ودراسات للأحداث ، وتأملات

، وتطورات ، وطروحات ما أكثرها ، بطولتك كمؤمن أن تعتمد التفسير القرآني :﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾ . ( سورة النحل )

الآيات القرآنية المتعلقة بالمصائب لفظاً ومعنىً تقترب من مئة آية ، في القرآن الكريم ، في كتاب الله ، في وحي السماء ، ينبغي أن نفهم على الله حكمته من الشدة ، وأحياناً الشدة سبب النجاة وفي بعض الحكم : ” ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك ” ، وإذا فهمت الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء ، ف بطولة المؤمن أن يفهم حكمة المصائب عندئذ بدل أن يحقد ، بدل أن يتألم ، بدل أن يسحق ، بدل أن يصاب بالإحباط ، يستبشر ويتفاءل ويتحرك .

الله عز وجل غنيّ عن تعذيب عباده :الآية التي بعدها :﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ (165) ( سورة آل عمران)

اعتقد يقيناً أن الله غني عن تعذيبنا ، وما يفعل هذا الإله العظيم ، الرب الكريم ، خالق السماوات والأرض ، بعبد ضعيف ؟ ما يفعل بهذه المصيبة التي يسوقها إليه ؟ حتى إنه ورد في بعض أحداث السيرة :(( رَأَى رَجُلًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْنِ لَهُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا ، فَقَالَ :

إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِهِ نَفْسَهُ فَلْيَرْكَب )) .[ أحمد عن أنس ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.