أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الحادية عشرة بعد المائة في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: فهذه الحلقة الحادية عشرة بعد المائة في موضوع
(الرب) وهي بعنوان: أدلة الإيمان بالله :
4- أن تعتقد أنه لا مشرع للخلق إلا الله وحده :
ومن لوازم أن تكون ربانياً مؤمناً برب العالمين: أن تعتقد أنه لا مشرع للخلق إلا الله وحده، من يحل الحلال؟ الله وحده, من يحرم الحرام؟ الله وحده, من يقول: هذا حق؟ الله وحده, من يقول: هذا باطل؟الله وحده,من يقول: هذا خطأ؟الله وحده,
من يقول: هذا صواب؟ الله وحده.
معقول!!! :
في ندوة دينية، والمتكلم دعي لهذه الندوة, على أنه رجل دين، فقال أحدهم: قطع اليد سلوك عنيف لا يتناسب مع الحضارة الحديثة، إلله يقول لك: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾[سورة المائدة الآية: 38]
لذلك كنت أقول دائماً: خذوا دينكم عن الأرضيات لا عن الفضائيات، هناك انحرافات في الفكر، وأسبابها معروفة، الفضائية لها ممول، وله خط معين، وله هدف معين، قال تعالى:﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾[سورة الشورى الآية: 21]
الله وحده ما أحله فهو حلال، وما حرمه فهو حرام،
ما قال عنه باطل فهو باطل، ما قال عنه شرك فهو شرك.
قف عند هذه الآيات :الآيات كثيرة, قال تعالى:﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
[سورة الأعراف الآية: 54]﴿وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾[سورة الرعد الآية: 41]﴿وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً﴾[سورة الكهف الآية: 26]﴿وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً﴾[سورة الإسراء الآية:12] ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ﴾[سورة النحل الآية: 89]
نقطة دقيقة :هناك نقطة دقيقة في هذه الآية، قال تعالى:﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾[سورة التوبة الآية: 31] رجل الدين لا يمكن أن يكون مشرعاً، لا يقبل منه أن ينطق بكلمة من دون دليل، نحن في حياتناكمسلمين,رجل واحد كلامه هو الدليل ، هو رسول الله، وما سوى رسول الله, يحتاج كلامه إلى دليل, مهما عظم شأنه، يقول لك إنسان:
أنا أقول لك كذا، ينبغي أن تطيعني.
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:((بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً, فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ,
وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ, فَغَضِبَ, فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى, قَالَ: فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا, فَجَمَعُوا, فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا؟ فَأَوْقَدُوهَا, فَقَالَ: ادْخُلُوهَا؟ فَهَمُّوا, وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا, وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّارِ, فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتْ النَّارُ, فَسَكَنَ غَضَبُهُ,
فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ, الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ))
الله يرضى عليك طلقها يا بني، لماذا؟ لم أحبها،
مؤمنة, صالحة, طاهرة, محجبة، يحتجون بحجة سيدنا عمر, حين أمر ابنه أن يطلق زوجته فطلقها، إذا كان أبوك عمر فطلقها ، عمر عملاق الإسلام، عمر صحابي كبير، إذا قال لابنه: طلق امرأتك؛ فلسبب كبير، ولسبب وجيه، ولسبب ديني، أما كلما عنّ لأب خاطر, لم يعجب بزوجة ابنه, يقول له: طلقها, إنما الطاعة في معروف، الأبلغ من ذلك: أن الله حينما وصف معصية رسول الله, قال:﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾[سورة الممتحنة الآية: 12] المعصية مقيدة في المعروف، هناك أمر تشريعي، وأمر تنظيمي، حتى النبي عليه الصلاة والسلام حينما عصاه الرماة في أُحد صلى عليهم, لمَ؟ لأنهم عصوا أمراً تنظيمياً، ولم يعصوا أمراً تشريعياً.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.