أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الرابعة بعد المائة في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة الرابعة بعد المائة في موضوع (الرب) وهي بعنوان:

*من الذي يستحق أن يُطلق عليه اسم: مربي ؟

قال ابن كثير رحمه الله : " أي : مروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر، ولا تَدَعوهم هَمَلا فتأكلهم النار يوم القيامة " انتهى . "تفسير ابن كثير" (5/240)

وهذا المعنى هو المروي عن السلف في وقاية النفس والأهل من النار :

قال علي رضي الله عنه : أدّبوهم ، علموهم .

وقال ابن عباس رضي الله عنه : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، ومروا أهليكم بالذكر ، ينْجيكم الله من النار. "تفسير الطبري" (23/491) .

وخلاصة ذلك كله : أن ينبغي للعالم والمربي أن يكون من أهل طاعة الله وذكره ، والدلالة عليه ، والإرشاد

إليه بالقول والعمل ؛ فمن كان كذلك فهو العالم المربي ، ومن حرم ذلك كله ، لم يكن له من العلم والتربية

نصيب ، ومن نقصت منزلته في العلم ، أو همته في العمل ، فاته من منزلة العالم الرباني بقدر ما فاته من ذلك .

قال ابن القيم رحمه الله :

" فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل ، فلينظر : هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين ؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي ؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى ، وهو من أهل الغفلة : كان أمره فُرُطا ؛ ومعنى الفُرُط : قد فُسِّر بالتضييع ؛ أي : أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به ، وبه رشده وفلاحه : ضائع ، قد فَرَّط فيه . وفسر بالإسراف ، أي : قد أفرط . وفسر بالإهلاك ، وفسر بالخلاف للحق .

وكلها أقوال متقاربة ؛ والمقصود أن الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات ؛ فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه : فإن وجده كذلك فليبعد منه ، وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى عز وجل ، واتباع السنة ، وأمره غير مفروط عليه ، بل هو حازم في أمره : فليستمسك بغرزه " انتهى . "الوابل الصيب" (56) .

ثانيا : التربية الطبيعية للمرأة : إنما تكون في بيتها ، فمنه تأخذ أدبها ، وخلقها ، وما يلزمها في دينها ، وخاصة نفسها .

فإن كان في الوالدين من حصل قدرا من العلم والدين يعينه على ذلك ، لم تحتج المرأة إلى شيء آخر معهما ، مع اجتهادها في تحصيل ما نقص من العلم بالمطالعة ، والسماع ، وكل ذلك ميسور ، وسبله متنوعة ، والحمد لله .

و إذا لم يكن في الأسرة ، من يقوم بهذه المهمة : فلتبحث عن الصالحات من أقربائها وجيرانها وأهل بيتها ، وتخالط أقربهن إلى الله ، وأحسنهن دلالة عليه ، وإرشادا إليه ، فلتتعلم من دينها وخلقها ، ما تحتاجه هي في دينها ، وأدبها في نفسها .

وليكن همتها في قبول الزوج الصالح ، المستقيم على

 أمر الله ، ليكمل لها ما فاتها من ذلك ، ويصبرها

على طريق الالتزام بدين الله .

ولا يجوز للفتاة أن يكون لها علاقة مباشرة مع رجل أجنبي عنها ، ولو كان شيخا صالحا ، وداعية ومربيا ، تحت مسمى التربية والدعوة والتأديب ، أو غير ذلك من المسميات والمظلات ، فأضر فتنة على الرجال : النساء ، وأضر فتنة على النساء : الرجال .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" لما قدم المهاجرون المدينة كان العزاب ينزلون دارا معروفة لهم ، متميزة عن دور المتأهلين ؛ فلا ينزل

العَزَب بين المتأهلين ؛ وهذا كله لأن اختلاط أحد الصنفين بالآخر سبب الفتنة ؛ فالرجال إذا اختلطوا

بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب " انتهى ." الاستقامة " (1/361) .

واعلمي أن من صدق الله ، صدقه الله ، ومن يتحر الخير : يعطه ، ومن يتوق الشر : يوقه : ( يَا أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الأنفال/29 [ الأنترنت – موقع الإسلام سؤال وجواب – المنجد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.