أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثالثة بعد المائة في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: فهذه الحلقة الثالثة بعد المائة في موضوع (الرب) وهي بعنوان:
*من الذي يستحق أن يُطلق عليه اسم: مربي ؟
السؤال : من هو الشخص الذي يستحق أن يُطلق عليه لفظ مربي ؟
وهل يجوز أن يكون من غير الوالدين ، خاصة إذا كان المربي رجلا والمتربي فتاة ؟ وإن جاز ذلك فما هي الحدود التي لا بد أن يقف عندها كل من الشيخ والتلميذة ؟ وجزاكم الله خيرا .
نص الجواب : الحمد لله : أولا :
ليعلم أن سياسة الناس بدين الله جل جلاله ، وتربيتهم عليه هي وظيفة الأنبياء والمرسلين ، والقيام بها من ميراث
النبوة الذي يصطفي الله تعالى له من شاء من عباده . وإذا كان ذلك كذلك فإن مدار الصفات التي ينبغي توافرها في هؤلاء المربين أن يكونوا " ربانيين " ، أي مسنوبين إلى الرب جل جلاله ، فمن وحيه يستمدون ،
ولأجله يعلمون ، وإياه يقصدون .
قال الله تعالى : ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) آل عمران/79.
قال القاسمي رحمه الله : " بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ أي : بسبب مثابرتكم على تعليم الناس الكتابَ ودراسته ، أي : قراءته ؛ فإن ذلك يجركم إلى الله تعالى بالإخلاص في عبادته " انتهى .
" محاسن التأويل" ، للقاسمي .
وعلى ذلك تدور عبارات السلف في تعريف الربانيين ، وهم أولى الناس بتربية الناس ، ودعوتهم إلى الله ؛ أن يتصفوا بالعلم بالشرع الذي إليه يدعون ، والعمل
بعلمهم ، وحسن سياسة الناس بذلك .
قال ابن كثير رحمه الله :" يقول الرسول للناسِ : كونوا رَبَّانيين . قال ابن عباس وأبو رَزِين وغير واحد : أي : حكماء ، علماء ، حلماء . وقال الحسن وغير واحد : فقهاء . وكذا رُوِي عن ابن عباس وسعيد بن جُبير، وقتادة وعطاء الخراساني وعطية العوفي والربيع بن أنس . وعن الحسن أيضا: يعني أهل عبادة وأهل تقوى " . انتهى .["تفسير ابن كثير" (2/66) ، وينظر : "مفتاح دار السعادة" ، لابن القيم (124) ، "تفسير السعدي" (136) ].
ومن غير تحصيل القدر اللازم من العلم والعمل ، وتربية الناس عليه ، وسياسة الخلق به : لا يستحق الشخص اسم المربي ؛ ولا يمكنه أن يسير بمن يعلمه ويربيه في طريق الجنة ، ويجنبه طريق النار ، وهو أعظم ما يطلب من المربي أن يقوم به ، بل هذا هو خلاصة دعوته وتربيته . قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ ) التحريم/6 .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.