أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة التاسعة والسبعـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة التاسعة والسبعون في موضوع

(الرب) وهي بعنوان: صفة مخالفته تعالى للحوادث :

وحيث كان من أظهر الأدلة العلمية والعقلية ـ التي

أكدت لدينا وجود تلك القوة الخلاقة وراء هذه الظواهر الطبيعية ـ هو أن كل ما في هذه الظواهر لا يصلح أن يكون هو بنفسه الإله الخالق.           لأنه متصف كما نشاهد دائمً بصفات تدل على أنه حادث، كصفات التغير والحركة، والزيادة والنقصان، والجمع والتفريق، والتناكح والتناسل، والضعف والعجز، والحاجة إلى أكل أو شرب أو نوم، أو غير ذلك مما نراه في موجودات كوننا المادي.

وحيث أننا نعلم أن كل شيء حادث لا بد وأن يكون قد أوجده موجد، وأحدثه محدث قبله، بدليل أننا لا نرى حدثاً يحدث في عالمنا المادي إلا وهو متأثر بسبب سبقه. لذلك: فإننا نحكم عقلاً بأنه لا يمكن أن يكون الخالق العظيم الذي آمنا به، من نوع هذه الظواهر المادية التي تعتريها صفات الحوادث، أو مشابهاً لها ولو بوجه من الوجوه فلا يمكن إذن أن يكون للخالق سبحانه زوجة أو ولد، أو يكون بحاجة إلى أكل أو شرب أو نوم، أو مكان يوجد فيه، أو زمان يجري عليه لأنه سبحانه هو خالق هذه الأشياء

كلها فكيف يكون بحاجة لها، وقد كان الله ولا شيء معه.

ولو كان الخالق سبحانه يشبه شيئاً من هذه الظواهر المادية، لكان هو أيضاً مثل هذا الشيء في احتياجه إلى خالق يخلقه، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً. وهذا المعنى هو ما نسميه بصفة: (مخالفته تعالى للحوادث) أو تنزهه تعالى عن مشابهة الحوادث.

وقد جاءت الديانات السماوية كلها توضح وتؤكد هذه الحقيقة في تنزيه الخالق سبحانه، ولذلك أجمعت على: أن الإله لا يمكن أن يتجسد في صورة إنسان أو حيوان أو جماد، أو يحل في جسد مادي، أو يكون له زوجة أو ولد، أو أن تأخذه سنة أو نوم، أو أن يأكل ويشرب، أو نحو ذلك من صفات المخلوقات، رداً على الوثنيين والمجسدين والمشبهة، الذين يشبهون

 الله سبحانه وتعالى بخلقه فيكفرون بذلك.

وقد أوضح القرآن الكريم هذه الحقيقة بقول الله تعالى في سورة (الشورى): ]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[. وقوله تعالى: ]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[. وقوله تعالى في سورة البقرة: ]اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ[. وقوله تعالى في سورة المائدة: ]لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ[، وقوله تعالى في سورة الأنعام: ]وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.