أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثامنة والسبعـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع

(الرب) وهي بعنوان:

وبذلك نستجمع في عقيدتنا :

1- مبدأ توحيد الربوبية لله تعالى: فهو رب السماوات والأرض لم يشركه في حلقها وتربيتها ومدها بالبقاء شريك.

2- ومبدأ توحيد الألوهية لله تعالى: فله تعالى الأمر

 والنهي والحكم والقضاء وهو الذي يستحق وحده العبادة ولذا فنحن نعبده وحده، ولا نشرك بعبادته أحداً. ومن توحيد الألوهية: عبادة الله وحده بما أمرنا أن نعبده به على الشكل الذي امرنا به، دون أن نخترع من عند أنفسنا عبادة لم يأذن بها الله.

ومن توحيد الألوهية أن نحكم شريعة الله لنا في كل

 أعمالنا الفردية والجماعية لأن الله سبحانه له الخلق ومن له الخلق فله الأمر، وعبادة الله تكون بطاعته فيما أمرنا به وفيما نهانا عنه، وكل حكم على خلاف حكم الله يمثل استنكافاً عن طاعته في ذلك الحكم، فإذا كان ذلك طاعة لغير الله تعالى فهو شرك بالله فيما هو من خصائص ألوهيته، وهو يمثل نقضاً جزئياً لتوحيد الألوهية وإذا كان ذلك اتباعاً لهوى النفس

فهو لون من ألوان عبادة الهوى.

وأمام هذه الحقيقة من حقائق الألوهية التي نثبتها في عقيدتنا الإسلامية ، وهي «أحدية الربوبية والألوهية» تتضح نقطة خلاف كبرى بيننا وبين كثير من مثبتي الألوهية الضالين عن منهج الحق وتتحدد أمامنا طريق من طرق الافتراق بيننا وبينهم.

وأما إثبات اصل الربوبية فهم شركاء معنا فيه ولكنهم افترقوا عنا:

أ- إما بإثبات أرباب متعددين غير الله تعالى يتقاسمون الخلق والتكوين بينما نحن نثبت أن الله وحده الخالق

ولا خالق سواه.

ب- وأما إثبات آلهة غير الله تعالى لهم نوع تصرف في أمور الكون فهم بذلك يستحقون العبادة مع الله تعالى بينما نحن نثبت أن الله وحده هو الإله الحق المتصرف في كل شيء ولا يستحق أحد سواه العبادة مهما كان شأنه ومهما ارتفعت منزلته.

فالمجوس مثلاً: يعتقدون بالرب الثنائي.

والنصارى يجعلون الرب ثلاثياً، مركباً من ثلاثة أصول تجتمع وتفترق في صورة لا يمكن أن تهضمها العقول.

وبعض الناس من الوثنيين: يعتقدون بأرباب كثيرة جداً.

وبعض الوثنيين الآخرين يعتقدون بالآلهة المتصرفة

التي تستحق العبادة مع الله تعالى فيعبدونهم ليقربوهم

من الله زلفى.

وكل هذه المعتقدات: معتقدات باطلة مردودة لا يمكن التسليم بها إلا في حالة تعطيل العقول عن التفكير، وشد الأفهام بعصائب من التقليد الأعمى أو تغشيتها بحجب كثيفة من الهوى الجامح والغرض الجانح.

أما عقيدتنا: فلا إله إلا الله ولا رب ولا خالق سواه ولا يستحق العبادة أحد غيره.

ولما كانت هذه عقيدتنا التي لا محيد عنها: فإننا نكفر كل من أشرك بالله فجعل معه إلهاً آخر، سواء كان من أهل الأوثان، أو ينتسب إلى أي دين من الأديان السماوية، لأن بعقيدته هذه قد خالف قطعاً أصول الدين الذي ينتسب إليه، وناقض في اعتقاده الفاسد الباطل مبادئه المنزلة الصحيحة.

ولما كان الشرك في العبادة يستلزم في مضمونه عدم توحيد الربوبية اقتضت حكمة تصحيح عقيدة المشركين الرجوع بهم إلى الأدلة التي تثبت وجود الله وتفرده بالربوبية لتكون هذه العقيدة الصحيحة هي الأساس لتصحيح الفقرة الثانية من العقيدة الإسلامية وهي فقرة توحيد الألوهية أي إفراد الخالق وحده بالعبادة. وإثبات أن أية عبادة لغيره شرك به جل وعلا، وكفر بحق إفراده بالعبودية.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.