أسمــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة السادسة والسبعـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة السادسة والسبعون في موضوع

(الرب) وهي بعنوان:

*الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية:

أمَّا توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ فهو شَاملٌ للنوعينِ معًا (توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية)؛ وذلك لأنَّه يقومُ على إفرادِ الله تعالى بكلِّ مَا لَهُ منَ الأسماءِ الحسْنَى والصِّفاتِ العُلَى التي لا تُبْتَغَى إلاَّ لهُ سبحانَه، والتي من جُمْلتِها: الربُّ، الخالقُ، الرَّازِقُ، الملِكُ وهذا هو توحيدُ الربوبيةِ، وكذلِك من جُمْلتِها: الله، الغفُورُ، الرَّحيمُ، التوَّابُ، وهذا توحيد الألوهيةِ. [الأنترنت – موقع الفيس بوك ]

*صفة الوحدانية أو توحيد الربوبية

إننا حينما نمعن الفكر في هذا الكون، ونلاحظ وحدة نظامه من أبعد كوكب فيه عنا إلى أصغر ذرة من ذراته، ونلاحظ تسياره البديع دون خلل أو اضطراب، أو فساد في أرضه وسمائه، في حركة نجومه وكواكبه، في وحدة نظام مجراته، في كل جامد أو متحرك، في كل نامٍ أو ذي حياة، في ترابط بعضه ببعضه ترابطاً تاماً، مع أن كل جزء فيه يعمل في نطاقه ومجاله، دون أن يكون عمله هذا سبباً في فساد عمل أي جزء آخر من الأجزاء التي لا حصر لها في هذا الكون الكبير. فدراسة ظواهر الكون دلت على أن هذا الكون خاضع لقوانين واحدة، وأنه سائر ضمن خطط من الخلق لا تفاوت فيها. إن القوانين السائدة في الأرض هي القوانين السائدة في السماء. ثم إن الأرض وما فيها جزء مرتبط مع سائر ما في الكون، فهي خاضعة لنظام شامل مسيطر على الكون كله.

وهذا يدل على أن الخالق المهيمن على الكون كله واحد، ولو أنه كان متعدداً لتباينت قوانين الكون ولتعارضت ولانتهى الأمر بها إلى التصادم والفساد في الكون.

لذلك نعلم جازمين أن المهيمن على الكون كله، والمنظم له، والموجه لكل جزء فيه، واحد لا يشركه في أمره شريك. وهذا المعنى هو ما نسميه «بصفة الوحدانية» أو «توحيد الربوبية» أي: أن الله واحد لا شريط له في الخلق والتدبير والملك، وغير ذلك من الصفات التي يدل عليها اسم الرب.

وقد وصف الله نفسه في القرآن الكريم بأنه واحد في ربوبيته لا شريك له. فقال تعالى: ]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[ وقال تعالى، يعلّم رسوله ـ أن يقول للمشركين في سورة (صَ): {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}. كما أقام سبحانه وتعالى الدليل العقلي على وحدانيتة في ربوبيته فقال تعالى في سورة الأنبياء: {أَمْ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنْ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} وفي هذا النص دليل على نفي الآلهة المشاركة في الكون الواحد.

وقال تعالى في سورة الإسراء: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} وفي هذا النص دليل على نفي الآلهة في الأرض دون إله العرش.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.