أسمــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة السادسة والخمسـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة السادسة والخمسون في موضوع (الرب) وهي بعنوان:*حكم تعظيم الرب في الركوع بما لم يرد في السنة:

والدعاء كذلك يدعو بما يسر الله من الدعاء، ولكن تحري الدعاء الوارد أفضل، كما أنه يتحرى التعظيم الوارد في الركوع والسجود، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، هذا مما ورد في الركوع والسجود سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ولو قال: سبحان الملك العظيم، أو سبحان الله العظيم كله تعظيم كله تعظيم.

لكن كونه يتحرى الأذكار الواردة في الركوع والدعوات الواردة في السجود كله طيب أفضل من غيره، ولكن إذا دعت الحاجة إلى أن يدعو بدعوات أخرى فيدعو، لقوله ﷺ: وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، وللحديث الثاني رواه مسلم في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء، رواه مسلم.

فهذا يدل على أنه يشرع إكثار الدعاء في السجود بما يحتاجه المسلم، فإذا كان محتاجًا للزواج قال: اللهم يسر لي زوجة صالحة، أو للذرية اللهم يسر لي ذرية طيبة، أو لكسب حلال، قال: اللهم يسر لي كسبًا حلالًا كل هذا لا بأس به، لأن الحاجة تدعو إلى ذلك، وإذا أكثر من الدعوات المشروعة الواردة كان أفضل، مثل: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره؛ لأن هذا ورد عن النبي ﷺ.

كذلك: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر

 الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، هذا دعاء وارد عن النبي ﷺ، أو اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، هذا من الدعاء الوارد، ولكن يشرع مع هذا أن يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح يقوله في السجود كما يقوله في الركوع أيضًا، ويقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي في الركوع والسجود، هذا تعظيم معه دعاء، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي. نعم..[ الأنترنت - موقع الشيخ ابن باز]

*(الرب) من أسماء الله –عز وجل- الحسنى التي يدعى بها، ويمجد بها، ويقدس بها:

وعامة ما جاء في ذكر هذا الاسم الكريم إنما جاء

مضافاً إلى الخلق عموماً وخصوصاً مثل: (رب العالمين)، (رب السماوات والأرض)، (رب الملائكة)، (رب العرش) ونحو ذلك.

وورد ذكره في القرآن في أكثر من 900 موضع؛ كقوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، وقوله سبحانه: قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام: 164]، وقوله –عز وجل-: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [هود: 66]، وقوله سبحانه: وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ [المؤمنون: 97-98]، وقوله تعالى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ: 15]، وقوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة: 74]. وقد ورد كثيراً في أدعية الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – والصالحين

قولهم: (ربنا)...

...وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: ("والرب" هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح.                                وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى).

ويبين الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى- معنى قوله تعالى: رَبِّ الْعَالَمِينَ فيقول: (قوله: رَبِّ الْعَالَمِينَ: ربوبيته للعالم تتضمن تصرفه فيه، وتدبيره له، ونفاذ أمره كل وقت فيه، وكونه معه كل ساعة في شأن، يخلق ويرزق؛ ويميت ويحيي، ويخفض ويرفع؛ ويعطي ويمنع؛ ويعز ويذل، ويصرف الأمور بمشيئته وإرادته، وإنكار ذلك إنكار لربوبيته وإلهيته وملكه)  ((الصواعق المرسلة)) (4/1223).      .

ويتحدث –رحمه الله تعالى- عما يشاهده العبد من اسمه سبحانه (رب العالمين) فيقول: (وشاهد من ذكر اسمه: رَبِّ الْعَالَمِينَ قيوماً قام بنفسه؛ وقام به كل شيء، فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها، قد استوى على عرشه، وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته بالعطاء والمنع، والخفض والرفع، والإحياء والإماتة، والتوبة والعزل، والقبض والبسط، وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين: يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن: 29]. لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، ولا مبدل لكلماته، تعرج الملائكة والروح إليه، وتعرض الأعمال – أول النهار وآخره – عليه، فيقدر المقادير ويوقت المواقيت، ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها، قائماً بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه)              ((الصلاة وحكم تاركها)) (ص: 169، 170). [الأنترنت – موقع الموسوعة العقدية – الرب]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.