أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الرابعة والخمسـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع (الرب) وهي بعنوان: ألا له الخلق والأمر :

وقال الفضيل بن عياض: تعلمت الرجاء في الله من

 طفل صغير. قالوا كيف ذلك ؟

قال: كنت في طريقي إلى المسجد ، فاذا بأم تفتح باب بيتها وتلقى منه طفلا صغيرا وأُغلق الباب، وبعدها وقف الصغير على الباب يبكي ويستعطف ويرجو ، فرقت له أمه ففتحت له وضمته إليها.

فقلت سبحان الله، هذا طفل وقف بباب أمه يبكي ويستعتب (يعتذر) ففتحت له ولو وقف العبد بباب ربه يبكى ويستعتب لفتح له .

تحريم الحلال،وتحليل الحرام يناقض توحيد الربوبية:

ومن معاني الربوبية : الأمر والنهي والتشريع ، قال -سبحانه وتعالى-: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الأعراف.  [الأنترنت - موقع الراشدون - شرح أسماء الله الحسنى -  الرب ]

*هل يجوز إطلاق " الربّ " معرَّفا على الله تعالى ؟

إطلاق اسم " الربّ " على الله تعالى إطلاق صحيح لا محذور فيه ، وقد جاء ذلك في النصوص الشرعية وكلام أهل العلم .

فروى البخاري (4849) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يُقَالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلَأْتِ، وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ)

وروى مسلم (479) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) وغير هذا من الأحاديث .

وقال البخاري رحمه الله في "صحيحه" (9/ 134):

" بَابُ مَا جَاءَ فِي تَخْلِيقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنَ الخَلاَئِقِ ، وَهُوَ فِعْلُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَأَمْرُهُ، فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَكَلاَمِهِ، وَهُوَ الخَالِقُ المُكَوِّنُ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ، فَهُوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ مُكَوَّنٌ " انتهى .

وقال أيضا (9/ 142):" بَابُ كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ، وَنِدَاءِ اللَّهِ المَلاَئِكَةَ " انتهى .

وقال الترمذي رحمه الله في "سننه" (2/ 307):

" بَابُ مَا جَاءَ فِي نُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى

السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ " انتهى .

و"الرب " من أسماء الله الحسنى الجامعة ، ومعناه : ذو الربوبية على خلقه أجمعين ، خلقا وملكا وتصرفا وتدبيرا .

قال ابن القيم رحمه الله : " الرب هو القادر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي المانع الضار النافع المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويسعد من يشاء ويشقي ويعز من يشاء ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى " انتهى من "بدائع الفوائد" (2/ 249)

وقال النووي رحمه الله: " قال العلماء: لا يطلق الرب بالألف واللام، إلا على الله تعالى خاصة " انتهى من "الأذكار للنووي" (ص363) .

فإطلاق " الربّ " على الله تعالى لا محذور فيه ، بل هو من أسماء الله الحسنى .

ولكن اعتياد استعمال هذا الاسم ، والاستعاضة به عن " الله " أو " الرحمن " أو " رب العالمين " كأن يقول القائل : بارك الرب فيك أو : باركك الرب ، أو : أعانك الرب ، أو نسأل الرب لك المغفرة ، ونحو ذلك : لا يجوز ، لما فيه من التشبه بالنصارى ، الذين يعتادون ذلك ، ويتحدثون عن "الإله" باسم "الرب" ، حتى إنهم لا يكادون يذكرون اسم "الله" ، ونحن المسلمين نخالفهم في هذا ، فاسم "الله" هو الاسم العلم على رب العالمين ، الذي تفرد به عمن سواه .

فالذي ينبغي للمسلم ويحسن به أن يكون أكثر استعماله هو لاسم الله تعالى "الله" ، وإذا استعمل اسم "الرب" أحيانا ، وكان السياق مناسبا لذلك فلا بأس بذلك .[ الأنترنت – موقع الإسلام سؤال وجواب – المنجد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.