أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثانية والخمسـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثانية والخمسون في موضوع (الرب) وهي بعنوان: ألا له الخلق والأمر :

وقال تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ

 وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ  الله رَبُّ الْعَالَمِينَ (٥٤) الأعراف  ، فهذه الآية أشارت إلى تعريف الربوبيَّة

بعض الدول تصنع طائرة وتبيعُها ، بعد البيع أمرها بيد من اشتراها ، قد يستخدمها لعدوان، أو يستخدمها لنقل ، أو يستخدمها في أعمال الاستطلاع ، أو يجعلها على أرض المطار ساكنة ، أو يخفيها ، الذي اشتراها هو الذي يملك أمرها ، نحن صنعناها ثم بعناها ، لكنَّ الله سبحانه وتعالى ولله المثل الأعلى أيُّ شيءٍ خلقه بيده ، بملكوته .. ” أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ “.

فالمعنى الأول : ” لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ” أمره بيده ، تحت سيطرته ، في قبضته.

المعنى الثاني : أنَّ هذا الشيء الذي خُلق لا يصلُح ولا يستقيم أمره إلا إن اتبع أمر الذي خلق

فأنت بشكل عام والجو برد قارص وابنك الذي تحبه بلا معطف ، تذهب وتشتري له معطفاً، هذه تربية خَلْقِيَّة ، يحتاج إلى غرفة خاصة ، يحتاج إلى مال ، يحتاج إلى كتب ، يحتاج إلى أقساط ، يحتاج إلى أشياء ثانوية .. فتعطيه إياها هذه كلها تربيةٌ خَلقيِة .. لكن أحياناً رأيته يكذب فتؤدبه ، رأيته لا يصلي فتأمره بصلاة ، رأيته يلهو بأشياء سخيفة تنهاه عنها ، أنت الآن عملك شرعي .

يوجد تربية خَلقيِة وتربية شرعية ، فربنا عزَّ وجلَّ

يربي أجسامنا بإمدادها بما تحتاج ، ويربي نفوسنا بتزكيتها  لتكون أهلاً لجنَّته ، فتربية الله تربيتان ، لذلك ليس لغير ربَّ الناس جهةٌ يمكن أن تشرِّع للعبادة أبداً ، العبادة لربِّ العالمين .

معنى الربانية :

الرباني هو المنسوب إلى الرب وزيدت الألف والنون للمبالغة ، ويقال عالمٌ ربَّانيِّ أي راسخٌ في العلم وكما يقول علي : الناس ثلاث .. عالمٌ ربَّانيّ  ، ومستمعٌ على سبيل نجاة ، وهمجٌ رَعاع أتباع كلِّ  ناعق ، لم

يستضيؤوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركنٍ وثيق .

،ورجل ربَّانيِّ : أيْ كلُّ حياته محصورةٌ في معرفة الله وذكره وخدمة عباده .

قال الغزالي : هو القريب من الرب وأكثر الناس

ربانية أقربهم من الله عز وجل .

فالربَّاني هو الذي لا يتحرَّك إلا وفق منهج الله ، لا يقف موقفاً ، ولا يُعطي، ولا يمنع ، ولا يغضب ، ولا يرضى ، ولا يصل ، ولا يقطع ، إلا وفق مرضاة الله .

فكلما تخلص الإنسان من جواذب الأرض بروحه وارتفع قلبه إلى السماء وازدادت صلته بالله كان ربانيا

وفي هذا المعني يقول عبد القادر الكيلاني : العبد ملقى بين الله وبين نفسه إن نصر نفسه كان عبدا لها وإن نصر الله كان عبدا له .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.