أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثامنة والأربعون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد: فهذه الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع

(الرب) وهي بعنوان:

*ما يدل عليه هذا الاسم الكريم: 

تقدم في المقدمات أن الأسماء الحسنى تدل بالمطابقة على الذات والصفات التي تضمنتها تلك الأسماء، وتدل بالتضمن على أحدهما، وتكلمنا على دلالة اللزوم، فإذا أردنا أن نطبق هذا على كل اسم من هذه الأسماء الحسنى فنقول: إن اسم الرب يدل على ذات الله، ويدل على صفة الربوبية معاً بالمطابقة، فإذا أطلقناه، وأردنا الذات، والصفة فهذه هي دلالة المطابقة، دلالة اللفظ على تمام معناه، هكذا عرفها الأصوليون.

وإذا أردنا واحداً منهما، أطلقنا اسم الرب وأردنا فقط الذات فهذه دلالة تضمن، أو أطلقنا اسم الرب وأردنا الصفة -الربوبية- فإن هذه دلالة تضمن، ويدل باللزوم على الصفات اللازمة لقيام الربوبية.

فلا يمكن أن يكون ربًّا وليس متصفاً بالحياة، فالحياة من لوازم الربوبية.

ولا يمكن أن يكون ربًّا وليس بمتصف بالقيومية.

ولا يمكن أن يكون ربًّا وليس بمتصف بالعلم،

والمشيئة، والقدرة، والإرادة، والغنى، والقوة، والرزق، والعزة، والإحاطة، وهكذا كل ما يلزم من صفات الذات، وصفات الأفعال، بتخليق الشيء، وإيجاده، وصنعه، وهكذا لتربيته، ونقله من حال إلى حال حتى يكتمل؛ فهذا يحتاج إلى علم محيط، وإلى غنى واسع.

لو قيل لأحد من الناس: ما عليك إلا شيء واحد

فقط هو الدواب التي تعيش في البحر، عليك أن تطعمها من رزق الله، لا يستطيع، ولا يمكنه فعل هذا.

ولو قيل لواحد من الناس: عليك أن تُقيت، وأن تطعم أهل منى كلهم، فإنه لا يستطيع، وهم يُطعَمون، ويمشي كل واحد منهم وهو ضاحك، مستبشر.

من الذي يعطيهم، ويطعمهم، ويكسوهم، ويكفيهم؟ هو الله --.

بل لو طلب من الإنسان ما هو أدنى من هذا، لو قيل للإنسان: هذه الرئة -كما سيأتي إن شاء الله عند الكلام على اسم الله الخالق- ما عليك إلا أن تنفخ فيها في اليوم والليلة فقط، لا يوكل بك شيء غير هذا، فهل يستطيع أن يتكلم مع الناس؟ هل يستطيع أن ينام؟ هل يستطيع أن يأكل؟ هل يستطيع أن يقوم بأعماله، ومصالحه وهو ينفخ في هذه الرئة؟

من الذي يدبر ذلك جميعاً لهذه المخلوقات؟ هو الله --، فهذا يحتاج إلى قدرة عظيمة، هائلة، وغنى واسع،

وإلى علم محيط بهذه المخلوقات على انتشارها، وتنوعها، واختلاف صنوفها، فمنها الدقيق، ومنها الكبير، ومنها ما هو بين ذلك، على تنوع مصالحها، وحاجاتها.

فتنفس الإنسان غير تنفس الأسماك، غير تنفس الجنين في بطن أمه، الجنين في بطن أمه لا يتنفس بأنفه، فكيف يأتيه الأكسجين؟ من الذي يقيم هؤلاء الأجنة في البطون، ويدبرهم حتى يخرج الواحد منهم إلى هذه الدنيا؟ هو الله -.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.