أسمـــــــاء الله الحسنــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة السادسة والعشـــرون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع (الرب ) وهي بعنوان: معنى اسم [الرب] في حق الله:
قال ابنُ بطالٍ: لا يجوزُ أَنْ يُقالَ لأحدٍ غيرِ اللِه: ربٌّ، كما لا يجوزُ أَنْ يُقالَ له: إِلهٌ".
وتَعقَّبَهُ الحافظُ بقولِهِ: "والذي يختصُّ باللهِ تعالى إطلاقُ الرَّبِّ بلا إِضافةٍ، أما مع الإضافةِ فيجوزُ إطلاقُهُ كما في قولِهِ تعالى حكايةً عن يُوسفَ: ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ [يوسف: 42].
وقوله: ﴿ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ ﴾ [يوسف: 50].
وقوله عليه الصلاةُ والسلامُ في أشراطِ السَّاعةِ: "أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّهَا"؛ فدلَّ على أَنَّ النهيَ في ذلك محمولٌ على الإطلاقِ، ويُحتملُ أَنْ يكونَ النهيُ للتنزيهِ، وما وَرَدَ مِن ذلك فلِبَيانِ الجوازِ.
وقِيْلَ هو مخصوصٌ بغيرِ النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يَردُّ ما في القرآنِ، أو المرادُ النهيُ عن الإكْثارِ مِنْ ذلك، واتخاذِ استعمالِ هذه اللفظةِ عادةً، وليس المرادُ النهيَ عن ذِكْرِها في الجُمْلةِ" اهـ[24].
قلتُ: وتَرْكُ استعمالِ هذه الكلمةِ لِوُرُودِ النهيِ عنها أَسْلَمُ وأَحْوَطُ [الأنترنت - الألوكة - الشيخ وحيد عبدالسلام بالي]
ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم :
1. الاعتقاد بأن الله هو الفاعل لكل شئ في الكون
2. طمأنينة القلب وسكينته في الرضا بالقضاء والقدر
، فكل ما يحدث في الكون بإرادة الله ووفق تدبيره .
3. الربانية وهي أن تكون الحياة كلها لله في التصورات والأقوال والأفعال (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣) الأنعام .
[ الأنترنت - موقع الراشدون - شرح أسماء الله الحسنى - الرب ]
ومن آثار الإيمان باسمه سبحانه (الرب)
إن اسم (الرب) سبحانه وما يستلزم من الأسماء والصفات يتضمن تعريف الناس غايتهم التي خلقوا من أجلها، وتعريفهم ما ينفعهم وما يضرهم؛ فكونه رب العالمين لا يليق به أن يترك عباده سدى هملاً لا يعرفهم بنفسه ولا بما ينفعهم في معاشهم ومعادهم، وما يضرهم فيها..
فهذا هضم للربوبية ونسبة للرب إلى ما لا يليق{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } (115) [المؤمنون]. الرضا به سبحانه ربًا وإلهًا وحاكمًا ومشرعًا،لأن الرضا بربوبيته - عز وجل - هو رضا العبد بما يأمره به ربه وينهاه عنه، ويقسمه له ويقدره عليه، ويعطيه إياه ويمنعه منه.
فمن لم يحصل الرضى بذلك كله لم يكن العبد قد رضي به ربًا من جميع الوجوه،ولا يذوق عبد طعم الإيمان حتى يأتي بكل موجبات الربوبية ولوازمها.
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً).رواه مسلم
ومتى ذاق العبد طعم الإيمان فلا تسأل عن سعادته،
وأنسه،وطمأنينيته وثباته، ولو احتوشته البلايا والرزايا.
كما أن من هذا شأنه فإن طاعات الله - عز وجل – تسهل عليه وتلذ له ،كما يكون في قلبه كره معاصي الله - عز وجل - والنفور منها.
ولما كان من معاني (الرب) أنه الذي يربي عباده وينقلهم من طور إلى طور وينعم عليهم بما يقيم حياتهم ومعاشهم. وهو الذي أحسن خلقهم وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
فإن هذه المعاني من شأنهاأن تورث في قلب العبد المحبة العظيمة لربه سبحانه وحب ما يحبه ومن يحبه،
وبغض ما يبغضه ومن يبغضه، والمسارعة في مرضاته، وتعظيمه وإجلاله وشكره وحمده الحمد اللائق بجلاله
وعظمته وسلطانه وإنعامه.
ولما كان من معاني (الرب):- أنه المتكفل بأرزاق
خلقه، وعنده خزائن السماوات والأرض له الملك وله الحمديحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.