أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثانية والعشـــرون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد: فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (الرب ) وهي بعنوان: الآثار الإيمانية بهذا الاسم الكريم (الرب):   

وقد تكلم على هذه المعاني جمع من أهل العلم، كالحافظ ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيرها

وخلاصة ذلك: أن التوحيد الذي بعثت به الرسل، وتتوقف عليه النجاة: هو توحيد الإلهية، وأن من أقر بالربوبية فإن ذلك يستلزم الإقرار بالإلهية، ولم ينفع

أهل الإشراك إقرارهم بربوبية الله، وأنه هو الخالق،

الرازق، إلى آخره.

التوحيد الذي بعثت به الرسل، وتتوقف عليه النجاة: هو توحيد الإلهية، وأن من أقر بالربوبية فإن ذلك يستلزم الإقرار بالإلهية،ولم ينفع أهل الإشراك إقرارهم بربوبية الله، وأنه هو الخالق، الرازق، إلى آخره.

الكثير ممن يفسر كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" -للأسف- يقولون: لا رب، أو لا خالق سوى الله، وقد ذكر بعض من زاغ، وأضله الله في هذا العصر، تكلم بكلام في غاية القبح، وهو جاهل، تكلم بكلام قبيح، وهو أن كلمة لا إله إلا الله قد أضيف إليها إضافات، وقيد لها قيود، وضغط على هذه الكلمة؛ حتى صارت صعبة التحقيق، فهو يرى أن اليهود، والنصارى من أهل النجاة يوم القيامة، وأن هذه الزيادات التي زادها العلماء: "لا معبود بحق إلا الله"، غير صحيحة، إلى آخر ما ذكر، هدى الله الجميع.

يقول الله -تعالى-:{ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ }(الأنعام:164)، فالله -تبارك وتعالى- رب كل شيء، فهو رب الذرة، والجُزَيئات التي هي أقل من الذرة، النواة شيء -كما يقولون-، والكُهيرب شيء، والإلكترون شيء، والمدار شيء، والفيروس شيء، والشمس شيء، والقمر شيء، والبعير شيء، والإنسان شيء، والأموال شيء، والله رب كل شيء.

فإذا خِفتَ الجراثيم، أو الفيروسات، أو النوع الفلاني من المرض، أو السرطان، الله رب كل شيء، إذا خفتَ الناس، فالله ربهم، إذا خاف الإنسان الجن، فالله ربهم، الله رب كل شيء، فتلجأ إليه -تبارك وتعالى-: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} (الأنعام:164). 

وبهذا يكون الإنسان منطلقاً في الحياة، لا يلوي على شيء، يوجه همه، وقصده، وإرادته، وحاجته، وفقره إلى الله وحده، لا شريك له،{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (الأعراف:54.)

فالخلق، والأمر كله لله، فإذا أقررت بهذا تنقاد لشرعه، ولدينه، وتخضع لأقداره، وتكون مذعناً، مستسلماً، مسلمًا لله على الحقيقة، فصلاح أمر الإنسان إنما يكون بهذا الإذعان لربوبية الله، ولأمره الكوني، ولأمره الديني، الشرعي، لا نعترض، ما نقول: الله لماذا يحرم الاختلاط؟ لماذا يحرم السفور، والتبرج؟ لماذا يحرم الله الخمر، أو نحو ذلك؟، الله أعلم بنا، وبمصالحنا، وهو ربنا، ومدبرنا، وخالقنا، فنحن عبيده، ومماليكه، ليس لنا الاعتراض، أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (الأعراف:54). 

الأنترنت – موقع د خالد السبت  - الرب ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.