أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الواحدة والعشـــرون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد: فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع (الرب ) وهي بعنوان: الآثار الإيمانية بهذا الاسم الكريم (الرب):    

وهناك نوع من النحل يقال له: النحل الأفريقي، لا يتغذى صغاره إلا بغذاء حي، لابد أن يكون شيئًا فيه حياة، وهذه الصغار لو أنها أرادت أن تتغذى على شيء حي؛ لطردها عنه، فما الذي يحصل؟ 

تأتي هذه النحلة، وتهجم على جرادة، وتلسعها بين جناحيها لسعة خفيفة بحيث لا تموت، ليست كلسعتها للإنسان، لسعة خفيفة، بحيث تكون كأنها مخدرة، لكن لا تموت، وعند ذلك تضع بيضها حينما تكون هذه الجرادة في حال شبه الغيبوبة لمدة خمسة عشر يومًا، فتضع بيضها تحت جناحي الجرادة، ثم تطير، فيجلس الصغار خمسة عشر يوماً في هذا المكان، وهذه الجرادة مخدرة، لكنها ما ماتت، فيتغذون على جسمها خمسة عشر يوماً، وبعد الخمسة العشر يوماً تفيق هذه الجرادة، يمكن أن تموت، ويمكن أن تبقى جريحة مصابة.

فمن الذي علم هذه النحلة أن تفعل هذا، وأن تلسع لسعة خفيفة، بحيث تسبب إغماء، وما تسبب موتاً؟،

كيف يحصل مثل هذا؟، من علمها تضع هذه الكمية، وتدبر؟.

الثمرة السادسة: أن نفرد الله -تبارك وتعالى- بالعبادة، وأنتم تعلمون أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد

الإلهية، ونحن نقول: توحيد الإلهية يتضمن توحيد

 الربوبية، إذا قلت: إن الله هو الواحد الأحد، هو

الإله المعبود وحده فهذا يتضمن أنه هو الرب، وإذا قلت: إن الله هو الرب وحده، الخالق، الرازق إلى آخره، إذن ما الحاجة لغيره؟

يجب أن يكون الله هوالمعبودوحده،وهذا هو المنطلق في القرآن في كثير من المواضع لإثبات توحيد الإلهية، يكون الانطلاق من تقريرهم بتوحيد الربوبية، حيث جحدوا الإلهية، وأثبتوا الربوبية، وتوحيد الإلهية هو المقصود من دعوة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، والله يقول: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (الأنعام:162-163.)

فاسم الرب -كما يقول الحافظ ابن القيم-: له الجمع، ما

يخرج أحد من المخلوقات عن ربوبية الله، واسم الله له الفرق، اجتمعوا في ربوبيته، فالجميع مربوبون لله -تبارك وتعالى-، وافترقوا في إلهيته، فصار فريق إلى الجنة، وفريق إلى السعير.

أقول: المشركون ما كانوا ينكرون توحيد الربوبية، ولكن ذلك لم ينفعهم، وما أغنى عنهم: قال -تعالى-: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} المؤمنون:84-89، قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (يونس:31)، إلى غير ذلك من المواضع الكثيرة في القرآن.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.