أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة التاسعــــــــة عشرة في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد: فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع (الرب ) وهي بعنوان: الآثار الإيمانية بهذا الاسم الكريم:   

الثمرة الخامسة: هو أن يلتفت العبد، وينظر، ويتأمل في آثار هذا الاسم الكريم في هذا الخلق، فإنه إذا نظر بهذه النظرة سيجد أشياء عجيبة جدًّا، لو نظر الإنسان إلى الطعام، كيف يخرج هذا الطعام؟ كيف ينبت؟ كيف يكون هذا النبات في أوله؟ كيف يكون طعام سائر الحيوانات؟ وكيف يصل إلينا ذلك الطعام حتى يتحول إلى أجزاء من أجسادنا بعد مراحل، وعمليات طويلة، ومعقدة؟

الله يقول: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (الحج:63)، وقد تكلم علماء النبات عن خضرة النبات، وأنه من خضرة النبات يتم صنع غذاء سائر الحيوانات على ظهر الأرض، تكلموا على الخلية الواحدة حينما تقوم ببناء عشرين مركباً عضويًّا في دقيقة واحدة إذا عرضت للشمس، وتلك المركبات مختلفة الأنواع، منها السكرية، والأحماض الأمينية، التي عجز العلم الحديث

عن تحضيرها صناعيًّا بنفس الصفة، أو الصورة.

فما الذي يدفع النبات للقيام بهذه المهمة الشاقة غير الرب المتكفل بمصالح مخلوقاته، والذي يوصلها إليهم من حيث لا يشعرون.

وقد ذكر بعض علماء النبات الورقة الخضراء، يقول: هذه الورقة الخضراء -وعلى الأخص الخلية الخضراء-

هي بمثابة البؤرة التي تتجه نحو الطاقة الشمسية، والتي تنشأ فيها من جهة ثانية كل فعاليات الحياة على

ظهر الأرض، وتكلم عليها، وعلى آثارها، وفصل في ذلك.

والله -تبارك وتعالى- يقول: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ

مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظروا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ

 إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام:99.)

هذه المادة ماذا تصنع في جسم الإنسان الذي يتربى بهذا الغذاء؟ الإنسان أصله حيوان منوي، وبويضة، يقولون: هذا الحيوان المنوي، والبويضة لا يتجاوز حجمهما رأس الدبوس، ثم ينمو الجنين، وما أن يصل المرء إلى سن الشباب إلا ويبلغ وزنه بليون مرة تقريباً قدر وزن البويضة المخصبة التي هي أوله.

كيف نقله الله من هذا الجزء الصغير إلى هذا الجسم الكبير، يتحرك، ويتعجب، ويتأثر، وينظر، ويلتفت، ويتكلم، ويتعبد؟، فمن أين جاءت هذه الزيادة الضخمة؟ ومن الذي ساقها إليه لينمو بها، وهو لا يشعر؟

هذه تربية أبدان، هذه جاءت من الغذاء، فبعد

عمليات من الهضم تتحول هذه الأغذية إلى أجزاء من

 هذا الجسم، بل لا تستطيع أن تميز ذلك الغذاءحينما ينصهر،ويتحول إلى دم، ولحم، وإلى أنسجة، وخلايا.

وقد تحدث بعض العلماء من أهل الاختصاص في هذه العلوم عن جسم الإنسان، وكيف يستفيد من الغذاء، يقول: أي شيء أعجب وأجمل من مكينة تعمر، وترمم نفسها بنفسها بلا انقطاع، يقول: الحيوان يضعف بالعمل، والكد، ولكنه على قدر ما يشتغل يحس بضرورة لتعويض قواه المفقودة بالأكل الغزير.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.