أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثـــــــــــــامنة في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع ( الرب ) وهي بعنوان:*الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ اللهِ (الرَّب)  :

بعد ذلك أنتقل إلى الكلام على معنى هذا الاسم الكريم في حق الله --؛ أي: هذه المعاني التي سمعنا سواء الثلاثة التي قال كبير المفسرين أبو جعفر بن جرير -رحمه الله-: إن سائر المعاني ترجع إليها، أو كان ذلك باعتبار المعاني الأخرى التي ذكرها غيره، هذه المعاني يفسر بها هذا الاسم الكريم.

فإذا أُطلق على الله هل نقول: هو المالك؟، أو نقول: الرب هو المربي، خلقه بألوان الفيوض، والنعم الحسية، والمعنوية؟، أو نقول بأن الرب -- هو السيد، أو الملك الذي يتصرف في خلقه تصرفًا مطلقاً؟

الواقع أن جميع هذه المعاني السابقة صحيحة، وكل ذلك داخل في معناه، وثابت في حق الله -تبارك وتعالى-، وهذا الذي ذهب إليه المحققون، كابن جرير، وابن كثير، وغير هؤلاء.

فالله -- هو السيد الذي لا شبه له، ولا مثيل له في سؤدده، وهو المصلح، أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، وهو المالك الذي له الخلق، والأمر، وهو المعبود وحده لا شريك له، كما أنه المربي الذي يربي عباده بنعمه تربية مادية بالأغذية، والأقوات، وتربية روحية بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، والشرائع التي تهذب نفوسهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، وترتقي بإنسانيتهم، وكرامتهم، فيكون الإنسان على أكمل الأحوال، وأحسنها.

فالمربي -كما يقول بعضهم-: له صفتان أساسيتان: الأولى: الإمداد، والثانية: الرعاية.

فالذي يعطينا، ويمدنا بما نحتاج إليه هو الله --، هو ربنا، المالك، المعبود -، والذي يربي نفوسنا، ويهدينا إلى صراطه المستقيم هو الله --.

الذي يعطينا، ويمدنا بما نحتاج إليه هو الله --، هو ربنا، المالك، المعبود --، والذي يربي نفوسنا، ويهدينا إلى صراطه المستقيم هو الله --.

أما المربي من الخلق فهو الأب، فحينما يقال: فلان يربي أولاده، هذه التربية تكون بما يعطيهم من الغذاء، والكساء، وما يحتاجون إليه من المراكب، والمسكن، وبما يلقنهم، ويعلمهم، وبما يهذب به نفوسهم، وأخلاقهم، فهذا كله داخل في هذا المعنى.

وهكذا كل من يقوم على تربية شيء؛ فإنه يدخل في تربيته هذان الأمران؛ ولهذا قال من قال كالراغب -كما سبق- "إن الربوبية: مشتقة من التربية"، ولا شك أن لها تعلقاً بهذه المادة، فذلك يرجع إلى شيء واحد، فالأب مربي، والمعلم مربي، ونحن حينما يربينا ربنا -- فإن ذلك يعني أنه أوجدنا، وأنه الذي ينقلنا من طور إلى طور، وأنه الذي يعطينا، ويمدنا بهذه الأقوات.

فمن أين يأتي هذا الرزق المدرار؟ هذه الألبسة التي نلبسها من أين؟ من الله --، فنعمة الإمداد، ونعمة الهدى، والإرشاد، وكل ما بنا من نعمة فهي من الله -تبارك وتعالى.

فالله حينما خلقنا، ونقلنا من طور إلى طور، وأفاض علينا ألوان النعم، لم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا الرسل، وأنزل علينا الكتب، فهدانا، وأرشدنا، ووفق من شاء إلى ما شاء من ألوان الهدايات؛ ولهذا قيل بأن الرب هو المبلِّغ كل ما أبدع حد كماله، يبلِّغه حد الكمال شيئاً فشيئاً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.