أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــة السابعة والعشرون في موضــــــــــــوع الـــــــــــــــــــوارث

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد : فهذه الحلقة السابعة والعشرون في موضوع

(الوارث) وهي بعنوان :*ميراث الجنة :

قال تعالى : { وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف : 43] قال تعالى : { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الزخرف : 72 ]

{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا } [مريم: 63] اذا هل يوجد ميراث في الجنة؟

قال الطبري : عن السدي:{ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}، قال: ليس من كافر ولا مؤمن إلا وله في الجنة والنار منزل، فإذا دخل أهل الجنة الجنةَ، وأهل النار النارَ، ودخلوا منازلهم، رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها، فقيل لهم:"هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله"، ثم يقال:"يا أهل الجنة، رِثُوهم بما كنتم تعملون"، فتُقْسم بين أهل الجنة منازلهم

وقال القرطبي:" التي أورثتموها بما كنتم تعملون " قال ابن عباس: خلق الله لكل نفس جنة ونارا، فالكافر يرث نار المسلم، والمسلم يرث جنة الكافر . [ الأنترنت – موقع ستار تايمز ]

*لن ينجي أحداً منكم عمله :

فإنَّ الله -سبحانه- خلق الخلق ليعبدوه، وأثاب

العابدين بدخول جنته، والفوز برحمته، والبعد عن غضبه وسطوته، فقال تعالى: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة النحل(32). وقوله: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة الزخرف(72). ولكنه -سبحانه- لم يجعل دخول الجنة عوضاً عن عبادة العابد وعمله، وإنما جعل العبادة والعمل سبباً لدخول الجنة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لن ينجي أحداً منكم عمله). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا، واغدوا -من الغدو وهو السير أول النهار- وروحوا -من الرواح وهو السير في النصف الثاني من النهار- وشيء من الدلجة، -السير آخر الليل- والقصدَ القصدَ -الزموا الوسط المعتدل في الأمور- تبلغوا)1-مقصدكم وبغيتكم-. ظاهر هذا الحديث أنه يتعارض مع آيات كثيرة تبين أن دخول الجنة إنما يكون بالعمل، بينما ظاهر الحديث يدل  على أن دخولها إنما يكون برحمة الله -تعالى-؛ ومن هذه الآيات التي ظاهرا التعارض مع الحديث؛ قوله تعالى: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة النحل(32). وقوله: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة الزخرف(72). وقد جمع العلماء بين هذا الحديث مع ما عارضه من الآيات؛ نذكر هنا ما قاله العلامة ابن القيم -رحمه الله-: وهاهنا أمر يجب التنبيه عليه، وهو أن الجنة إنما تدخل برحمة الله –تعالى- وليس عمل العبد مستقلاً بدخولها، وإن كان سبباً، ولهذا أثبت الله –تعالى- دخولها بالأعمال في قوله: {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}؛ ونفى رسول الله دخولها بالأعمال بقوله: (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله)، ولا تنافي بين الأمرين لوجهين: أحدهما ما ذكره سفيان وغيره قال: كانوا يقولون النجاة من النار يغفر الله، ودخول الجنة برحمته، واقتسام المنازل والدرجات بالأعمال. ويدل على هذا حديث أبي هريرة أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم. رواه الترمذي. والثاني: أن الباء التي نفت الدخول هي باء المعاوضة التي يكون فيها أحد العوضين مقابلاً للآخر، والباء التي أثبتت الدخول هي باء السببية التي تقتضي سببية ما دخلت عليه لغيرة، وأن لم يكن مستقلاً بحصوله، وقد جمع النبي بين الأمرين بقوله: (سدوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أن أحداً منكم لن ينجو بعمله). قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: (ولا أنا ألا أن يتغمدني الله برحمته).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.