أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامسة والثمانـون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

* حديث « اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" :

حديث ابن مسعود  أن النبي ﷺ كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى[ أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل (4/ 2087)، رقم: (2721).]

علاقة هذا الحديث بباب التقوى علاقة ظاهرة، وذلك أن النبي ﷺ كان

يسأل ربه التقى، ومثل هذا التركيب، والتعبير بالكون المثبت الماضي، وجاء بعده الفعل المضارع يدل على المداومة والتكرار، كما قال الله عن إسماعيل : وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ [مريم: 55]، فهذا الأسلوب يدل على أنه كان يكثر ويكرر من أمرهم بالصلاة والزكاة، ولا يكتفي بمرة واحدة.

وهنا كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى يدل على أن النبي ﷺ كان يردد ذلك ويكرره ويكثر منه ﷺ.

وإذا كان النبي ﷺ وهو أكمل الأمة تقوى لله -تبارك وتعالى، وأعظمهم هداية،

 وهو أيضاً أكملهم عفافاً وغنى، وقد استوفى الكمال في هذه الأمور الأربعة التي كان يسألها، ومع ذلك كان يسأل ربه كثيراً أن يحقق له مثل هذه الأمور، فهذا يدل على أن الإنسان من باب أولى، الواحد منا من جملة الناقصين المفرطين كثيراً، وبحاجة إلى مزيد من اللهج بهذا الدعاء، فإن من أسباب تحصيل التقوى التي نتحدث عنها في مثل هذه الأيام هو الدعاء؛ لأن العبد مهما كانت قدراته ومجاهداته وذكاؤه وفطنته وحرصه فإن الموفَّق من وفقه الله ، ولا يمكن للإنسان أن يحصّل معنى من معاني الكمالات إلا بأن يكون مستعيناً بالله -تبارك وتعالى- فهو الذي يهب الكمال، فيسأل ذلك من الله -تبارك وتعالى- فإنه لا يسير إلا ما يسره، ولا يحصل في هذا الكون قليل ولا كثير إلا مما قدره ، فإذا أراد العبد مطلوباً من مطلوبات الدنيا والآخرة فما عليه إلا أن يتوجه إلى من بيده ذلك كله أن يزرقه الله ذلك.

والغِنى المراد به: غنى النفس، وغنى القلب، بحيث لا يكون فيه فقر لغير الله ، فإذا استغنى القلب وصار مستغنياً عن المخلوقين لله -تبارك وتعالى- فإنه يكون قد حقق الغنى.

وهذه الأمور التي كان يكثر النبي ﷺ الدعاء من أجل تحصيلها لم تكن من

أمور الدنيا، بمعنى التكاثر الذي ذمه الله ، أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ [التكاثر:1]، فكان ﷺ يسأل ربه حقائق الكمال، وهي هذه الأمور وغيرها مما كان يسأله ﷺ كما جاء عنه في أدعيته المأثورة.

كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى الهدى جاءنا عن طريق النبي ﷺ، والله قال: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الشورى:52].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .