أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامسة والخمسـون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الخامسة والخمسون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه :

10 - البكور : وهو التبكير في طلب الرزق وطلب العلم والاجتهاد بالطاعة أول النهار؛ لأن الله يقسم الأرزاق أول النهار ، ولأن أول النهار وقت مبارك ،

ويكون فيه الإنسان أقوى ما يكون وأنشط .

أخرج الترمذي وغيره بسنده من حديث صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  اللهم بارك لأمتي في بكورها " ، قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار ، وكان صخر رجلا تاجرا ، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول

النهار ، فأثرى وكثر ماله  . قال أبو عيسى : حديث صخر الغامدي : حديث حسن  .

وأخرج الطبراني بسنده من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  من صلى الغداة كان في ذمة الله حتى يمسي  .

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب ، وما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم دليل على فضله وأهميته ، بل وكان يفعل البكور في الأمور المهمة ، وخاصة بعث البعوث ، فكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار؛ لتحقيق البركة بالنصر والظفر والغنيمة ودحر الأعداء . وفهم ذلك الصحابة رضي الله عنهم فاقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخاصة صخر الغامدي ، أثرى من بركة البكور . ثم إن صلاة الفجر مع الجماعة سبب لدخول المصلي في حفظ الله وتوفيقه حتى المساء ، ومن يكون في ذمة الله ييسر الله له أموره ، ومنها حصوله على الرزق والفضل من الله الرزاق العليم .

11 - التزوج بالنساء الصالحات : إن اختيار طريق الطهر والعفة في قضاء الوطر له آثاره الحميدة في الدنيا والآخرة ، ومن الآثار الجميلة وجود الأولاد الصالحين الذين هم قرة العيون في الحياة الدنيا ، ومنها السكن والمتعة والراحة والاطمئنان مع الزوجات اللاتي هن من نعيم الدنيا ، ومن هذه الآثار الرزق والغنى؛ قال تعالى:  وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  . قال ابن كثير : وقوله تعالى:  إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  لأن قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : رغبهم الله في التزويج ، وأمر به الأحرار والعبيد ، ووعدهم عليه الغنى ، فقال:  إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ  وأخرج ابن أبي حاتم بسنده من حديث أبي بكر الصديق قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى؛ قال تعالى:  إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ  وعن ابن مسعود : التمسوا الغنى في النكاح؛ يقول الله تعالى:  إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ  وأخرج الترمذي بسنده من حديث أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ثلاثة حق على الله عونهم ، المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف  قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وأخرج الحاكم بسنده من

حديث عائشة ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  تزوجوا النساء فإنهن يأتينكم بالمال  ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم:  التمسوا الرزق بالنكاح  .

ودلالة هذه النصوص واضحة في أن الله قد تكفل بالرزق والفضل والعطاء لمن

كان فقيرا وأراد العفاف بالزواج . وفضائل النكاح كثيرة ومتعددة؛ ولذلك أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم وحثا عليه . والله لا يأمر إلا بما هو حق وفضل وبر وخير للإنسان في العاجل والآجل ، وهنا أمر بالنكاح ووعد عليه بالغنى والفضل ، وناسب أن يختم سبحانه وتعالى الآية بـ  وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  نعم هو الواسع الذي عنده خزائن كل شيء؛ أعطى الأولين والآخرين ، ولا يزال يعطي آناء الليل وآناء النهار ، ومع ذلك لم تنفد خزائنه سبحانه ، ولن تنفد أبدا؛ لأنه لا يقول للشيء إلا كن فيكون ، وهذا من فضل الله ورحمته ، حيث أمرهم بالطهر والعفة ، ووعدهم مع ذلك بالرزق . فله الحمد والشكر والثناء الحسن .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .