أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والأربعـون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة التاسعة والأربعون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله
الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه :
8 - الطيبون للطيبات ، والطيبات للطيبين؛ قال تعالى وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ
وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ .
9 - الكلمة الطيبة أصيلة وثابتة وتؤتي أكلها كل حين؛ قال عز وجل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
10 - التيسير من الله لليسرى ، بعد العطاء من العبد لأخيه ، دليل على أن ماله طيب وحلال؛ قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } .
11 - المال الحلال لا يلهي عن ذكر الله؛ قال عز وجل: رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ .
وهناك نصوص كثيرة من الكتاب والسنة قد يستنبط منها شروط ومواصفات للرزق الحلال ، لكن ما ذكر يكفي في الدلالة على أن للرزق الحلال شروطا ومواصفات لا بد من تحققها . والله أعلم .
*أسباب حصول الرزق وزيادته:
إن لله سننا في خلقه ، اقتضت حكمته سبحانه أن يسير خلقه ومخلوقاته على
مقتضى هذه السنن ، وإذا أراد أمرا يخالف هذه السنن- لحكمة معينة- فإنه لا معقب لحكمه يفعل ما يشاء ، إذا شاء ، كيف شاء . ومن هذه السنن الكثيرة
أسباب حصول الرزق وزيادته : وهي كثيرة ، منها:
1 - إقامة الصلاة : من أعظم شعائر الإسلام الصلاة ، وهي الصلة بين العبد والرب ، فضائلها عظيمة في الدنيا والآخرة ، ومن هذه الفضائل: أن الرزق يحصل ويزداد بالمداومة عليها ، وإقامتها كما أرادها سبحانه وتعالى ، وكما أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقول تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ
رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى .
قال ابن كثير : وقوله: لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ يعني: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب ، كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ، وقال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ؛ ولذلك قال: لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ قال الثوري : لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا أي: لا نكلفك الطلب .
ودلالة النص تتمثل في أن الله قد تكفل بالأرزاق كافة ، وعلى وجه الخصوص لمن أقام الصلاة ، وأمر أهله بها ، وداوم على ذلك .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .