أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامسة والثلاثون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله
الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه :
إن نعم الله عظيمة وجسيمة وكبيرة ، لا يستطيع أن يعدها عاد ، ولا أن يحصيها محص ، ولذلك يقول الكريم : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } خيره نازل ، وفضله فائض ، ونعمه تترى ، يداه سحتان بالليل والنهار ، يعطي المؤمن كما يعطي الكافر ، ويعطي المتقي كما يعطي الفاسق ، أعطى الأولين والآخرين ،ولا يزال يعطي ،واقتضت حكمته أن يعطي إلى ما لا نهاية ،فله الحمد
وله الشكر، وله الثناء الحسن،حتى يرضى وبعد الرضى،أهل المجد والثناء .
اقتضت حكمة الله سبحانه أن تكون الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر؛ لأنها
هينة عليه سبحانه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق ، داخلا من بعض العالية ، والناس كنفته ، فمر بجدي أسك ميت ، فتناوله فأخذ بأذنه ، ثم قال: " أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ " فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء ، وما نصنع به؟ قال: " أتحبون أنه لكم؟ " قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا فيه ، لأنه
أسك ، فكيف وهو ميت؟ فقال: " فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ".
كما اقتضت حكمته سبحانه أن الغنى ليس عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الغنى عن كثرة العرض،ولكن الغنى غنى النفس .
واقتضت حكمته أيضا أن تكون فتنة أمة محمد صلى الله عليه وسلم المال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتي المال .
ومن الحكم العظيمة أن ابن آدم يشيب وتشب معه خصلتان: حب المال ،
وطول الأمل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يهرم ابن آدم ، وتشب منه اثنتان:
الحرص على المال ، والحرص على العمر .
إن المال قد زرع حبه في قلوب بني آدم اختبارا وامتحانا ، وأصبح كثير منهم لا هم لهم في الحياة إلا جمعه ، بل أغلبهم يصيبه من حله ومن حرمته؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام عندما سأله: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه .
إن المال الحقيقي هو ما يقدمه الإنسان لنفسه؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول ابن آدم: مالي ، مالي ، وهل لك منمالك إلا ما تصدقت فأمضيت أو أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: . . . إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة ، إلا من أعطاه الله خيرا،فنفح فيه يمينه وشماله،وبين يديه،ووراءه،وعمل فيه خيرا
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .