أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة العشـــــرون في موضـــــــــــــوع الغنــــــــــــــي المغنــــــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة العشرون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى
وصفاته وهي بعنوان : *الله هو الغني المغني :
وقال د خالد السبت : أما من جهة اللغة: فالغِنى يقابل الفقر، فهو اليسار، و(الغنيّ) هو ذو الوفر، الذي لا يحتاج إلى غيره، وهذه قضية نسبية بالنسبة
للمخلوقين؛ لأن ما في أيديهم إنما هو عارية من الله -تبارك وتعالى-، وكما
سيأتي أن فقر المخلوق ذاتي، فقرٌ أصلي، لا يمكن أن يكون معه الاستغناء
التام من كل وجه.
ولذلك لا يوجد غنيٌّ على الحقيقة سوى الله -تبارك وتعالى-؛ لأن المخلوقين
يحتاج كل منهم إلى الآخر، ويفتقر إليه مهما علت مرتبته، فإن كان ذا سلطان فإنه يحتاج، ويفتقر إلى ما لا يقوم سلطانه وملكه إلا بهم من الأعوان، والأنصار، والأجناد، والوزراء، وما إلى ذلك. وإن كان ذا مالٍ فإنه يفتقر إلى غيره في تحقيق مصالحه، وحاجاته، وشئونه، ومتطلباته.
والله -تبارك وتعالى- قد جبل الخلق على ذلك، وخلقهم؛{ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا
سُخْرِيًّا} الزخرف:32، يُسخَّر بعضهم لبعض، فالغني يحتاج إلى الفقير، والفقير يحتاج إلى الغني، ولو بقي الغني بماله، ونقوده وحده فإنه سيموت جوعاً، وعُريًّا، ولا يجد ما يكنه؛ لأنه يحتاج إلى من يقوم بهذه الصنائع، والأعمال التي لا يقوم بها، ولا يزاولها، ولا يحسنها بنفسه.
كما أن الإنسان قد يكون ذا مالٍ كثير، ولكنه لا ينتفع بهذا المال؛ لأنه يمسكه، ويبخل به على نفسه، فضلاً عن غيره.
فتجد مثل هذا الإنسان بحاجة، يفتقر إلى الناس أن يقدموا إليه أنواع الخدمات من غير مقابل, عنده أموال كثيرة، لكنه يحتاج إلى معروف الآخرين، وإحسان الآخرين، وهذا أمر مشاهد.
هذا معنى الغِنى في كلام العرب، لكن حينما نتحدث عن معنى الغِنى في حق الله -تبارك وتعالى-، ومعنى هذا الاسم الكريم (الغني) فهنا نقول: هذا هو الغِنى المطلق، إنه حديثٌ عن الغِنى الذي لا حدود له، ولا يكون معه نوع افتقار بوجه من الوجوه.
فالله -تبارك وتعالى- ليس بحاجة إلى أحد، وكل أحدٍ بلا استثناء فهو مفتقر إليه -كما سيأتي.
فالله - قد استغنى عن خلقه، استغنى عن إعانتهم، وعن نصرتهم، استغنى عن
تأييدهم، وهم محتاجون إليه، {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } محمد:38، {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} الفرقان:77.
وهو الغنيُّ بذاته فغناه ذا *** تيٌّ له كالجودِ والإحسانِ .
فغنى الرب -تبارك وتعالى- ذاتي، يستغني به عن كل من سواه، ليس به
حاجه إلى أحد، بخلاف المخلوق، يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فاطر:15.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .