أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة عشرة في موضـــــــــــــوع الغنــــــــــــــي المغنــــــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *الله هو الغني المغني :

هو ” الْغَنِيُّ ” غنيٌّ عن عباده، لا يُرِيد منهم طعامًا ولا شرابًا، ولم يخلقْهم ليستَكثِر بهم من قِلَّة، أو يستقوي بهم من ضعف، أو يستأنس بهم من وَحْشَة؛ بل هم المُحتاجُون إليه في طعامهم وشرابهم وسائر شئونهم، قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ

أَنْ يُطْعِمُونِ } [الذاريات56-57]

هو ” الْغَنِيُّ ” يغني الناس من فقرهم وحاجتهم، ولا ينقصه العطاء ولا يحتاج عباده لغيره سبحانه؛ كما في الحديث القدسي: “..يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ..”(رواه مسلم).

وهو المغني : الذى يغنى من يشاء غناه عمن سواه ، وهو معطى الغنى لعباده

، ومغنى عباده بعضهم عن بعض ، فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا

فكيف يملك ذلك لغيره، وهو المغنى لأوليائه من كنوز أنواره.

وهو “المغني”…يُغني بعض عباده بهداية وصلاح قلوبهم؛ بمعرفته وإجلاله وتعظيمه ومحبته، فيُغنيهم بما هو أبلغ وأكمل من صلاح دنياهم.

وهو المغني : ومن كمال غناه أنه يعطينا من قبل أن نسأله ،فقد قال أحد الصالحين :(اللهم أعطيتنا من قبل أن نسألك ، فكيف إذا سألناك؟؟ )

وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى

 الله عليه وسلم – قَالَ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ – وَقَالَ – يَدُ

اللَّهِ مَلأَى لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ – وَقَالَ – أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ …)

وأغنى عباده ألا يسألوا أحدا سواه ، ففي صحيح مسلم (قَالَ « أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ».قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلاَمَ نُبَايِعُكَ قَالَ « عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا – وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً – وَلاَ تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا ». فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ ) .

وقال ابن جرير في قوله : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ البقرة : 267 ] ، واعلموا أيها الناس أن اللَّه عز وجل غنيُّ عن صدقاتكم وعن غيرها ، وإنما أمركم بها وفَرَضَها في أموالكم رحمةً منه لكم ،ليُغْنِي بها عَائِلكم ،ويقوي بها ضعيفكم ،ويجزل لكم عليها في الآخرة مثوبتكم ، لا من حاجة به فيها إليكم .

فاللَّه عز وجل ليس بمحتاج إلى أحد ،فيما خلق ويخلق ،ودبَّر ويُدبِّر ،ويُعْطِي ويَرْزُق ، ويَقْضِي ويُمْضِى ، لا رادَّ لأمْرِه ،وهو على ما يَشاءُ قدير

وقال الخطابيُّ : (( الغَنِىُ )) هو الذي استغنى عن الخلق وعن نصرتهم

وتأييدهم لملكه ، فليست به حاجة إليهم ، وهم إليه فقراء محتاجون ، كما وصف نفسه تعالى ،فقال عزَّ من قائل : { وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ } [ محمد : 38 ] .[ الأنترنت – موقع خطبة عن ( اسم الله ( الْغَنِيُّ – المغني ) حامد إبراهيم ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .